النسب المالية

قد تكون النسب المالية هي الكلمة التي سمعتها في نقاشات المستثمرين أو قرأتها في التقارير الاقتصادية وشعرت بأنها “معقدة” أو “للمختصين فقط”.

ربما، مثلي ومثل كثيرين، كانت نصيحة عائلتك لك هي أن “الاستثمار خطر” أو أنه، في أحسن الأحوال، مجرد “مقامرة” هذا الشعور طبيعي تماماً في البداية.

عندما تبدأ رحلتك، قد تشعر بالإرهاق، يبدو عالم المال وكأنه نادٍ حصري يتحدث لغة غامضة، وأنت تقف عند الباب.

من السهل أن تنجرف خلف “الأسهم الساخنة” التي يروج لها الجميع، تلك التي تعد بالثراء السريع وكثيرون منا، للأسف، يدفعون ثمن هذه الأخطاء، ويشعرون بالذنب لكونهم “بشراً” يرتكبون أخطاء مالية.

لكن التحول الحقيقي في رحلتك الاستثمارية لن يحدث إلا عندما تدرك حقيقة بسيطة لكنها عميقة: خلف كل رمز سهم في البورصة، توجد “شركة” حقيقية.

شركة لها موظفون، منتجات، ديون، وأرباح وهذه الشركات، من أرامكو في الرياض إلى مايكروسوفت في سياتل، تتحدث جميعها بلغة واحدة: لغة الأرقام.

النسب المالية هي القاموس الذي تحتاجه لترجمة تلك الأرقام المعقدة إلى قرارات واضحة ومستنيرة. هذا المقال هو الدليل الذي نتمنى لو كان معنا في البداية.

إنه ليس دعوة للمخاطرة، بل هو خريطة طريق للابتعاد عنها معاً، سنحول تعقيد الأرقام إلى ثقة، وسنستبدل “المضاربة” العشوائية بـ “الاستثمار” الحقيقي المبني على أسس متينة.

لماذا لا يمكنك تجاهل النسب المالية (حتى لو كنت مبتدئًا)

النسب المالية هي ببساطة “مؤشرات” يتم حسابها مباشرة من القوائم المالية للشركة (مثل قائمة الدخل والميزانية العمومية).

لفهم أهميتها، تخيل أنك طبيب: لن تحكم على صحة المريض بمجرد النظر إلى مظهره الخارجي.

ستحتاج إلى قياس “علاماته الحيوية” ضغط الدم، معدل النبض، ودرجة الحرارة. النسب المالية هي “العلامات الحيوية” للشركة إنها تكشف عن الصحة الحقيقية الكامنة تحت السطح.

هذه النسب ليست حيوية لك كمستثمر فقط، بل هي أداة أساسية لعدة أطراف:

1. للمستثمرين (مثلك)

هي أداتك الأولى لتقييم العوائد المتوقعة، وقياس مستوى المخاطر، تساعدك على الإجابة على أهم سؤال: هل سعر السهم الحالي يمثل “صفقة” جيدة أم أنه مقيّم بأعلى من قيمته؟

2. لإدارة الشركة

تعتمد الإدارة العليا على هذه النسب لمراجعة الأداء الداخلي، إنها تساعدهم على تحديد نقاط القوة والضعف، واتخاذ قرارات استراتيجية حاسمة بشأن مستقبل الشركة، مثل التوسع أو خفض التكاليف.

3. للمقرضين (مثل البنوك)

قبل أن يمنح البنك قرضاً لشركة ما، فإنه ينظر إلى نسبها لضمان قدرتها على سداد التزاماتها، هذه النسب تمنحهم ثقة في قرار الإقراض، سواء على المدى القصير أو الطويل.

النسبة الواحدة لا معنى لها

هنا يكمن الدرس الأول والأهم: النسبة المالية الواحدة لا معنى لها بمعزل عن البقية، القوة الحقيقية للنسب تكمن في “المقارنة”، قد ترى أن نسبة ربح تبلغ 10% جيدة، ولكن ماذا لو كان متوسط القطاع 25%؟ أو ماذا لو كانت نسبة الشركة 30% العام الماضي؟ فجأة، تبدو نسبة 10% سيئة.

لذلك، فإن التحليل المالي الحقيقي يتطلب دائمًا وضع الأرقام في سياقها. يجب أن تقارن دائمًا عبر ثلاثة أبعاد أساسية:

  • تحليل الاتجاه (Trend Analysis): مقارنة أداء الشركة الحالي بأدائها التاريخي (مثلاً، آخر 5 سنوات) لتحديد ما إذا كانت تتحسن أم تتراجع.
  • تحليل المنافسين (Competitor Analysis): مقارنة أداء الشركة بأقرب منافسيها المباشرين.
  • تحليل القطاع (Industry Analysis): مقارنة أداء الشركة بمتوسطات القطاع الذي تعمل فيه.

النسبة الأولى: نسبة السعر إلى الأرباح (P/E) – هل تدفع الكثير مقابل السهم؟

ما هي نسبة السعر إلى الأرباح (P/E Ratio)؟

تُعد نسبة السعر إلى الأرباح (Price-to-Earnings Ratio)، أو كما تُعرف بـ “مضاعف الأرباح”، المقياس الأكثر شهرة وشيوعًا بين المستثمرين.

إنها تجيب على سؤال بسيط ومباشر: “كم ريالاً أو دولاراً يرغب المستثمرون في دفعه مقابل كل ريال واحد من أرباح الشركة؟”.

بشكل أساسي، تساعدك هذه النسبة على تكوين فكرة أولية حول ما إذا كان سعر السهم الحالي “رخيصًا” (أي مقيّمًا بأقل من قيمته الحقيقية) أو “مكلفًا” (أي مبالغًا في قيمته) إنها المعيار الذي يستخدمه المستثمرون والمحللون لتقييم قيمة السهم.

كيف تحسب نسبة P/E؟ (مع المعادلة)

هناك طريقتان لحسابها، وكلاهما يعطي نفس النتيجة.

الصيغة الأكثر شيوعًا للسهم الواحد هي:

P/E = سعر السهم الحالي / ربحية السهم (EPS)

(ملاحظة: “ربحية السهم” هي النسبة الثانية التي سنناقشها، وهي المكون الأساسي هنا).

يمكنك أيضًا حسابها للشركة ككل: P/E = القيمة السوقية الإجمالية / إجمالي صافي أرباح الشركة.

كيف تقرأ هذه النسبة: P/E مرتفع مقابل منخفض

  • P/E منخفض (مثل 5-15): قد يشير هذا إلى أن السهم “صفقة جيدة” أو “مقيّم بأقل من قيمته”. قد يرى المستثمرون أن سعر السهم منخفض مقارنة بأرباحه، مما يجعله جذابًا للشراء.
  • P/E مرتفع (مثل 25+): هذا قد يعني شيئين: إما أن السهم “مبالغ في قيمته” وسعره “مكلف” جدًا، أو (وهذا هو الأهم) أن المستثمرين لديهم “توقعات نمو عالية جدًا” لأرباح الشركة في المستقبل، وهم على استعداد لدفع علاوة اليوم تحسبًا لهذا النمو.

ما هي نسبة P/E “الجيدة”؟ (تحذير: السياق هو الملك)

هنا يقع العديد من المستثمرين المبتدئين في “فخ القيمة” من المغري جدًا البحث عن أسهم ذات P/E منخفض (مثل 8) وتجنب الأسهم ذات P/E المرتفع (مثل 40) لكن هذا قد يكون خطأً فادحًا.

الحقيقة هي: لا يوجد رقم “جيد” واحد. نسبة P/E المنخفضة قد تكون “فخًا للقيمة” (Value Trap).

قد يكون السهم رخيصًا لسبب وجيه: ربما تكون الشركة في قطاع يحتضر، أو تواجه منافسة شرسة، أو أن أرباحها آخذة في الانخفاض، السهم الرخيص يمكن أن يصبح أرخص.

وبالمثل، نسبة P/E المرتفعة يمكن أن تكون مضللة لأنها قد تعتمد على بيانات تاريخية أو توقعات مستقبلية غير موثوقة، لا معنى لرقم P/E بمعزل عن سياقه.

لكي يصبح ذا قيمة، يجب أن يُقارن بـ:

  1. القطاع: مقارنة نسبة P/E لشركة تكنولوجيا سريعة النمو (التي تتمتع عادةً بـ P/E مرتفع) بنسبة P/E لبنك مستقر (الذي يتمتع عادةً بـ P/E منخفض) هو تحليل لا معنى له.
  2. التاريخ: كيف يقارن P/E الحالي للشركة بمتوسطها التاريخي (مثلاً، متوسط آخر 5 سنوات)؟
  3. النمو (مقياس PEG): هذه هي النقطة المتقدمة. قد يكون سهم بـ P/E=50 ونمو متوقع 50% “أرخص” من سهم بـ P/E=20 ونمو متوقع 5%. هذا يقدمنا إلى نسبة PEG (نسبة P/E مقسومة على معدل نمو الأرباح)، والتي تعتبر مقياسًا أكثر دقة لتقييم الأسهم النامية.

النسبة الثانية: ربحية السهم (EPS) – المقياس الحقيقي لربحية المساهمين

ما هي ربحية السهم (EPS)؟

ربحية السهم (Earnings Per Share) هي ببساطة “نصيب” السهم العادي الواحد من صافي أرباح الشركة.

إذا نظرت إلى معادلة P/E، ستجد أن EPS هي الـ “E” (الأرباح) في المقام.

تعتبر هذه النسبة مقياسًا أساسيًا لربحية الشركة بشكل عام، كلما ارتفعت ربحية السهم، كان ذلك مؤشرًا أفضل على قوة الشركة المالية وقدرتها على تحقيق الأرباح لمساهميها. إنها أداة حاسمة لتحديد قيمة السهم في السوق.

كيف تحسب ربحية السهم؟ (المعادلة)

الصيغة الأساسية لربحية السهم (Basic EPS) هي:

EPS = (صافي الدخل – أرباح الأسهم الممتازة) / متوسط عدد الأسهم القائمة

لماذا نطرح “أرباح الأسهم الممتازة”؟ لأن حملة الأسهم الممتازة لهم الأولوية في الحصول على توزيعات الأرباح قبل حملة الأسهم العادية (الذين تمثلهم أنت كمستثمر عادي).

لذلك، يجب طرح حصتهم أولاً للوصول إلى الربح “الحقيقي” المتاح للمساهمين العاديين.

لماذا تهتم بـ EPS؟ (الأهمية لاتخاذ القرار)

  • مؤشر على الربحية: نمو ربحية السهم بمرور الوقت هو مؤشر قوي على أن الشركة تزيد من أرباحها بكفاءة.
  • أساس للمقارنة: تتيح لك هذه النسبة مقارنة ربحية الشركات المختلفة ضمن نفس القطاع.
  • نقطة مهمة يجب فهمها: ربحية السهم “ليست” المبلغ الذي ستحصل عليه في جيبك كتوزيعات أرباح. EPS هو ببساطة نصيب السهم من الربح. يمكن لمجلس إدارة الشركة أن يقرر الاحتفاظ بكل هذه الأرباح (تسمى “الأرباح المحتجزة”) وإعادة استثمارها في نمو الشركة، أو توزيع جزء منها كتوزيعات أرباح.

انتبه: EPS الأساسي مقابل EPS المخفف (Diluted EPS)

عند قراءة التقارير المالية للشركات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) أو غيرها، ستلاحظ غالبًا رقمين لربحية السهم: الأساسي والمخفف.

  • EPS الأساسي (Basic EPS): يحسب فقط عدد الأسهم القائمة والمتداولة حاليًا.
  • EPS المخفف (Diluted EPS): هذا هو الرقم الذي يجب أن تركز عليه. إنه يحسب “سيناريو أسوأ حالة”. يفترض أن جميع الأوراق المالية التي يمكن أن تتحول إلى أسهم (مثل خيارات الأسهم للموظفين، السندات القابلة للتحويل) قد تم تحويلها بالفعل. هذا “يخفف” من نصيبك عن طريق زيادة إجمالي عدد الأسهم.

بصفتك مستثمرًا حذرًا، يجب أن تنظر دائمًا إلى EPS المخفف لأنه يقدم الصورة الأكثر تحفظًا وصدقًا.

إذا كان الفرق بين EPS الأساسي والمخفف كبيرًا جدًا، فهذه “علامة حمراء” تشير إلى أن قيمة السهم قد تتآكل في المستقبل بسبب إصدار أسهم جديدة.

كيف يمكن للشركات “خداعك” باستخدام EPS؟ (رؤية متقدمة)

هذه رؤية بالغة الأهمية: يمكن للشركة زيادة ربحية السهم (EPS) دون زيادة أرباحها الفعلية، كيف؟

تذكر المعادلة: EPS = الأرباح / عدد الأسهم.

لزيادة الناتج (EPS)، يمكن للشركة إما زيادة “الأرباح” (وهو أمر رائع ومؤشر على نمو حقيقي) أو تقليل “عدد الأسهم”.

تقوم الشركات بتقليل عدد أسهمها عن طريق “إعادة شراء الأسهم” (Stock Buybacks).

تستخدم الشركة أموالها النقدية لشراء أسهمها من السوق، مما يقلل عدد الأسهم المتاحة (المقام في المعادلة)، وبالتالي يرفع ربحية السهم (EPS) بشكل مصطنع.

هذا لا يعني بالضرورة أن العمل الأساسي للشركة ينمو، قد يكون مجرد هندسة مالية لجعل الأرقام تبدو أفضل.

لذلك، عندما ترى نموًا في EPS، تحقق دائمًا: هل هو مدفوع بنمو الإيرادات وصافي الدخل، أم أنه ناتج عن عمليات إعادة شراء الأسهم؟

النسبة الثالثة: نسبة الدين إلى حقوق الملكية (D/E) – هل الشركة غارقة في الديون؟

ما هي نسبة الدين إلى حقوق الملكية (D/E Ratio)؟

تقيس هذه النسبة “الرافعة المالية” (Leverage) للشركة. إنها مقياس حاسم للمخاطر المالية وقدرة الشركة على البقاء على المدى الطويل (الملاءة المالية).

ببساطة، تقارن النسبة بين حجم التمويل الذي تحصل عليه الشركة من “الديون” (القروض والسندات) مقابل حجم التمويل القادم من “حقوق الملكية” (الأموال التي استثمرها المالك الأصلي والمساهمون عبر الزمن)، إنها تخبرك بمدى اعتماد الشركة على الاقتراض لتمويل عملياتها.

كيف تحسب نسبة D/E؟ (المعادلة)

الصيغة واضحة ومباشرة، وتأتي بياناتها من الميزانية العمومية للشركة:

D/E = إجمالي المطلوبات (Total Liabilities) / إجمالي حقوق المساهمين (Total Shareholders’ Equity)

  • إجمالي المطلوبات: يشمل كل ما تدين به الشركة، بما في ذلك الديون قصيرة الأجل (مثل الفواتير المستحقة للموردين) والديون طويلة الأجل (مثل القروض البنكية والسندات).
  • إجمالي حقوق المساهمين: يمثل صافي قيمة الشركة. إنه ما سيتبقى للمساهمين نظريًا إذا قررت الشركة بيع جميع أصولها وسداد جميع ديونها اليوم.

كيف تقرأ هذه النسبة: الدَين كأداة للنمو أو علامة خطر

الدَين هو سيف ذو حدين، وهذه النسبة توضح ذلك تمامًا:

  • D/E منخفض (أقل من 1): يشير إلى أن الشركة “آمنة” نسبيًا. إنها تعتمد على تمويلها الذاتي (حقوق الملكية) أكثر من اعتمادها على الديون. ولكن، النسبة المنخفضة جدًا (القريبة من الصفر) قد لا تكون إيجابية دائمًا؛ فقد تعني أن الشركة “محافظة أكثر من اللازم” وتفوت فرصًا للنمو كان يمكن تمويلها بقروض رخيصة.
  • D/E مرتفع (أعلى من 2): يشير إلى أن الشركة “محفوفة بالمخاطر”. إنها تعتمد بكثافة على الديون لتمويل أصولها. هذا يمكن أن يكون استراتيجية لـ “تعظيم” الأرباح (إذا تم استخدام الدين بذكاء لتمويل مشاريع مربحة)، ولكنه قد يكون كارثيًا إذا واجهت الشركة أي صعوبات، حيث يمكن أن تؤدي مدفوعات الفائدة إلى إغراقها.
  • D/E سلبي: هذه “علامة حمراء كارثية”. تحدث عندما تتجاوز المطلوبات الإجمالية الأصول الإجمالية، مما يجعل “حقوق المساهمين” سلبية. هذا يعني أن الشركة مفلسة نظريًا وقد تكون على وشك الانهيار.

ما هي النسبة “الجيدة”؟ (السياق، مرة أخرى)

كما هو الحال مع P/E، فإن نسبة D/E المرتفعة ليست بالضرورة “سيئة” دائمًا، إنها تعتمد كليًا على القطاع.

القطاعات التي تتطلب رأس مال ضخم (Capital-intensive) مثل البنوك، شركات التصنيع، أو المرافق، لديها بطبيعتها نسب D/E أعلى بكثير (قد تكون 2 أو 3 طبيعية جدًا). في المقابل، شركات البرمجيات أو الخدمات التي لا تحتاج إلى مصانع أو معدات ثقيلة، غالبًا ما تكون نسب D/E لديها قريبة جدًا من الصفر.

لذلك، فإن مقارنة نسبة D/E لبنك مع نسبة D/E لشركة تكنولوجيا هو خطأ تحليلي فادح. يجب دائمًا مقارنة النسبة بـ “متوسط القطاع” والمنافسين المباشرين.

النسبة الرابعة: العائد على حقوق الملكية (ROE) – معيار كفاءة الإدارة

ما هو العائد على حقوق الملكية (ROE)؟

إذا كان عليك اختيار نسبة واحدة لتقييم “كفاءة” فريق الإدارة، فستكون هذه هي.

العائد على حقوق الملكية (Return on Equity) هو “المعيار الذهبي” لقياس مدى نجاح الشركة في الاستفادة من حقوق المساهمين لتوليد الأرباح.

إنه يجيب على السؤال الأهم للمساهمين: “مقابل كل ريال واحد استثمرناه (أو أعدنا استثماره) في هذه الشركة، كم هللة من الربح تمكنت الإدارة من تحقيقه هذا العام؟”

إنه مقياس أساسي للربحية ويُظهر قدرة الإدارة على توليد الدخل من الأسهم المتاحة لها.

نسبة ROE المرتفعة قد تشير إلى أن الشركة أكثر قدرة على استخدام حقوق المساهمين بفاعلية.

كيف يحسب العائد على حقوق الملكية؟ (المعادلة)

الصيغة بسيطة نسبيًا:

ROE = صافي الدخل / متوسط حقوق المساهمين

(نستخدم “متوسط” حقوق المساهمين – أي (البداية + النهاية) / 2 – للحصول على صورة أدق على مدار العام).

كمثال، إذا كان صافي دخل شركة 20 مليون ريال، ومتوسط حقوق مساهميها 100 مليون ريال، فإن ROE = 20 / 100 = 20%. هذا يعني أنها حققت عائدًا بنسبة 20% على أموال المساهمين.

كيف تقرأ هذه النسبة: الكفاءة في توليد الأرباح

  • ROE مرتفع ومتزايد: هذه إشارة ممتازة. تعني أن الإدارة تستخدم أموال المستثمرين بفاعلية لتوليد المزيد من الأرباح.
  • ROE منخفض أو سلبي: هذه إشارة سيئة. تعني أن الإدارة لا تحقق عائدًا جيدًا على رأس المال المتاح لها، أو أنها تخسر المال.

ما هو العائد “الجيد”؟ كقاعدة عامة، يُعتبر عائد يتراوح بين 15% و20% جيدًا بشكل عام ولكن، النصيحة الأفضل هي البحث عن شركات لديها ROE يتماشى مع “أو أعلى بقليل” من متوسط منافسيها في نفس القطاع.

“فخ العائد على حقوق الملكية”: لماذا ROE المرتفع جدًا قد يكون خدعة؟

هنا نرى كيف تبدأ النسب بالترابط. قد ترى نسبة ROE تبلغ 40% (ضعف متوسط القطاع) وتعتقد أنها فرصة مذهلة، لكن ROE المرتفع بشكل مبالغ فيه يمكن أن يكون “علامة حمراء”.

كيف ذلك؟ لنعد إلى الرياضيات.

  1. معادلة ROE هي: ROE = صافي الدخل / حقوق المساهمين.
  2. كما تعلمنا من نسبة D/E، عندما تأخذ الشركة الكثير من الديون، فإنها تقلل من “حقوق المساهمين” (المقام في معادلة ROE).
  3. لذلك، يمكن للشركة أن ترفع نسبة ROE بشكل مصطنع عن طريق تمويل عملياتها بالديون (زيادة الرافعة المالية) بدلاً من حقوق الملكية.

النتيجة؟ نسبة ROE تبدو رائعة، لكنها تخفي حقيقة أن الشركة غارقة في الديون المحفوفة بالمخاطر، هذا يقودنا مباشرة إلى الحاجة إلى أداة تحليلية أكثر قوة: تحليل دوبونت.

النسبة الخامسة: النسبة الحالية (Current Ratio) – هل تملك الشركة سيولة لدفع فواتيرها؟

ما هي النسبة الحالية (Current Ratio)؟

بعد تقييم الربحية والمخاطر طويلة الأجل، نحتاج إلى التأكد من أن الشركة يمكنها البقاء على قيد الحياة يومًا بيوم، هنا يأتي دور “نسب السيولة” (Liquidity Ratios).

النسبة الحالية هي المقياس الأكثر شيوعًا للسيولة، إنها تقيس قدرة الشركة على سداد جميع التزاماتها “قصيرة الأجل” (المستحقة خلال الـ 12 شهرًا القادمة) باستخدام جميع أصولها “قصيرة الأجل” (التي يمكن تحويلها إلى نقد خلال 12 شهرًا).

إنها تجيب على سؤال بسيط وحيوي: “هل تمتلك الشركة ما يكفي من النقد، أو الأصول شبه النقدية، لتغطية فواتيرها الفورية؟” هذا مؤشر حاسم للصحة المالية قصيرة الأجل.

كيف تحسب النسبة الحالية؟ (المعادلة)

الصيغة بسيطة وتأتي بياناتها من الميزانية العمومية:

Current Ratio = الأصول المتداولة (Current Assets) / الخصوم المتداولة (Current Liabilities)

  • ما هي الأصول المتداولة؟ تشمل النقد، الأوراق المالية القابلة للتداول، الذمم المدينة (الأموال التي يدين بها العملاء للشركة)، والأهم من ذلك، المخزون.
  • ما هي الخصوم المتداولة؟ تشمل الذمم الدائنة (الأموال التي تدين بها الشركة للموردين)، الديون قصيرة الأجل، والجزء المستحق قريبًا من الديون طويلة الأجل.

كيف تقرأ هذه النسبة: الأمان المالي قصير الأجل

  • أعلى من 1: جيد. هذا يعني أن الشركة لديها أصول متداولة أكثر من التزاماتها المتداولة. بشكل عام، تعتبر نسبة 1.5 إلى 3 صحية جدًا. على سبيل المثال، نسبة 2 تعني أن الشركة لديها 2 ريال لكل 1 ريال من الديون قصيرة الأجل.
  • أقل من 1: “علامة حمراء”. هذا يعني أن الشركة ليس لديها ما يكفي من الأصول قصيرة الأجل لتغطية التزاماتها قصيرة الأجل. إنها قد تواجه أزمة سيولة وتواجه صعوبة في سداد فواتيرها.
  • مرتفع جدًا (مثل 4 أو 5): قد يبدو هذا “آمنًا” للغاية، ولكنه غالبًا ما يكون مؤشرًا على “عدم الكفاءة”. قد يعني أن الشركة تكدس النقد ولا تستثمره بحكمة، أو أن لديها مخزونًا قديمًا لا يمكنها بيعه.

للمزيد من الدقة: النسبة السريعة (Quick Ratio / Acid-Test)

النسبة الحالية لديها نقطة ضعف واحدة كبيرة: “المخزون”.

يُحتسب المخزون كأصل متداول. ولكن، ماذا لو كان هذا المخزون يتكون من منتجات قديمة لا أحد يريدها؟ في هذه الحالة، فإن “قيمة” هذا المخزون في الميزانية العمومية ليست نقدًا حقيقيًا. المخزون هو “أقل الأصول المتداولة سيولة”.

لذلك، يستخدم المحللون “النسبة السريعة” (تسمى أيضًا “اختبار الحمض”) كاختبار أكثر صرامة للسيولة، إنها نفس معادلة النسبة الحالية، ولكنها تستبعد المخزون:

Quick Ratio = (الأصول المتداولة – المخزون) / الخصوم المتداولة

إذا كانت “النسبة السريعة” للشركة لا تزال أعلى من 1، فهذا مؤشر قوي جدًا على أن الشركة تتمتع بصحة مالية ممتازة على المدى القصير.

كيف تجمع الصورة كاملة: النسب المالية لا تعمل بمعزل عن بعضها

لقد قمنا بتغطية 5 نسب قوية. لكن القوة الحقيقية لا تأتي من استخدام أي واحدة منها بمعزل عن الأخرى.

المستثمر الخبير لا يتخذ قرارًا بناءً على نسبة واحدة فقط؛ إنه يبحث عن “القصة” التي ترويها النسب مجتمعة.

النسبة الواحدة لا تكفي: خطر التحليل السطحي

فكر في هذه السيناريوهات الكلاسيكية التي يقع فيها الكثيرون:

  • المثال الكلاسيكي 1 (ROE + D/E): ترى شركة ذات عائد على حقوق الملكية (ROE) مذهل بنسبة 35%. رائع! ولكنك تتحقق من نسبة الدين إلى حقوق الملكية (D/E) وتجد أنها 4.5 (مرتفعة بشكل خطير). القصة هنا ليست “كفاءة الإدارة”، بل هي “مخاطرة هائلة”. العائد المرتفع مدفوع بالكامل بالديون، وليس بالكفاءة التشغيلية.
  • المثال الكلاسيكي 2 (“فخ القيمة”): تجد شركة ذات نسبة سعر إلى أرباح (P/E) منخفضة جدًا تبلغ 6. “إنها صفقة رابحة!”. ولكنك تتحقق من النسبة الحالية (Current Ratio) وتجد أنها 0.5 (خطيرة). القصة هنا هي أن السهم رخيص “لسبب”: الشركة على وشك الإفلاس ولا تستطيع دفع فواتيرها!

الاعتماد على نسبة واحدة يشبه محاولة تجميع أحجية معقدة بقطعة واحدة فقط، أنت بحاجة إلى رؤية كيف تتلاءم جميع القطع معًا.

تحليل متقدم للمحترفين: نموذج دوبونت (DuPont Analysis)

أفضل طريقة لربط هذه المفاهيم معًا هي باستخدام “نموذج دوبونت”، هذا النموذج هو إطار عمل عبقري يقوم بتفكيك نسبة العائد على حقوق الملكية (ROE) إلى مكوناتها الأساسية الثلاثة.

بدلاً من مجرد معرفة ما هو ROE، يخبرنا تحليل دوبونت لماذا هو كذلك، كاشفًا عن نقاط القوة والضعف الحقيقية للشركة، إنه يكشف عن “جودة” الأرباح.

معادلة دوبونت (ذات 3 خطوات) هي:

ROE = (هامش صافي الربح) × (معدل دوران الأصول) × (الرافعة المالية)

دعنا نشرح هذه المكونات:

  1. هامش صافي الربح (صافي الدخل / المبيعات): يقيس “الربحية” أو الكفاءة التشغيلية. كم هللة من الربح تحقق الشركة من كل ريال مبيعات؟
  2. معدل دوران الأصول (المبيعات / إجمالي الأصول): يقيس “كفاءة استخدام الأصول”. كم ريالاً من المبيعات تحقق الشركة من كل ريال من الأصول (مثل المصانع والمعدات)؟
  3. الرافعة المالية (إجمالي الأصول / حقوق المساهمين): يقيس “المخاطرة المالية” أو الديون.

لماذا هذا مهم؟

القوة الحقيقية لنموذج دوبونت تكمن في كشف “جودة” العائد على حقوق الملكية.

تخيل شركتين، (أ) و (ب)، كلاهما لديه ROE بنسبة 20%:

  • الشركة (أ) (جودة عالية):
    • هامش ربح 10% (ممتاز)
    • دوران أصول 1.0 (جيد)
    • رافعة مالية 2.0 (معقولة)
    • النتيجة: 10% × 1.0 × 2.0 = 20% ROE
  • الشركة (ب) (جودة منخفضة/محفوفة بالمخاطر):
    • هامش ربح 2% (ضعيف جدًا)
    • دوران أصول 2.5 (كفاءة عالية)
    • رافعة مالية 4.0 (خطيرة جدًا)
    • النتيجة: 2% × 2.5 × 4.0 = 20% ROE

النظر إلى ROE وحده (20%) يجعل الشركتين تبدوان متساويتين، لكن تحليل دوبونت يكشف الحقيقة: الشركة (أ) هي آلة ربح فعالة.

الشركة (ب) بالكاد تربح أي شيء من مبيعاتها وتستخدم ديونًا هائلة لرفع رقم ROE، الشركة (أ) هي استثمار أفضل بكثير وأكثر أمانًا.

كوكا كولا KO ضد بيبسي PEP

كوكا كولا (KO) ضد بيبسي (PEP) – من تختار بناءً على الأرقام؟

الآن، دعنا نطبق كل ما تعلمناه في تحليل مقارن واقعي، سنضع عملاقي المشروبات، كوكا كولا (KO) و بيبسيكو (PEP)، وجهًا لوجه.

هذا هو “التحليل المقارن” المثالي لأن الشركتين تعملان في نفس القطاع.

جدول مقارنة: دراسة حالة KO vs PEP

(ملاحظة: تستند الأرقام التالية إلى بيانات وتقارير مالية حديثة مجمعة)

النسبة المالية شركة كوكا كولا (KO) شركة بيبسيكو (PEP) ماذا يخبرنا هذا؟ (التحليل)
P/E Ratio (السعر/الأرباح) ~22.7 ~27.6 السوق يقدر حاليًا أسهم بيبسي بعلاوة أعلى قليلاً من كوكا كولا. هذا قد يعكس توقعات نمو أعلى لبيسي، ربما بسبب تنوع أعمالها في قطاع الوجبات الخفيفة (مثل فريتو-لاي).
D/E Ratio (الدين/حقوق الملكية) ~1.52 ~2.62 رؤية رئيسية: بيبسي تستخدم رافعة مالية (ديون) أعلى بكثير من كوكا كولا لتمويل عملياتها. هذه استراتيجية تنطوي على مخاطر أعلى.
ROE (العائد على حقوق الملكية) ~47% ~38.9% رؤية رئيسية: كلاهما يقدم أداءً مذهلاً (أعلى بكثير من المتوسط الجيد البالغ 15-20%). لكن كوكا كولا تُظهر كفاءة أعلى في توليد العائد على أموال المساهمين.
Current Ratio (النسبة الحالية) ~1.21 ~0.91 رؤية رئيسية: كوكا كولا تتمتع بوضع سيولة “آمن” (أعلى من 1). بيبسي تعمل بسيولة “ضيقة” جدًا (أقل من 1)، مما يعني أنها تعتمد بشكل كبير على التدفق النقدي اليومي القوي جدًا لسداد فواتيرها الفورية.
Net Margin (هامش صافي الربح) ~27.3% ~7.8% رؤية رئيسية: هذا هو الفارق الأوضح. كوكا كولا هي آلة هوامش ربح (تركز بشكل أساسي على المشروبات ذات الهامش المرتفع). بيبسي لديها هوامش ربح إجمالية أقل بسبب أعمال الأغذية (الوجبات الخفيفة) ذات الهامش الأقل.

ملخص التحليل (الرؤى)

الأرقام تروي قصة استراتيجيتين مختلفتين تمامًا:

  • كوكا كولا (KO): هي رهان على “الجودة” و”الكفاءة”. إنها شركة ذات هوامش ربح عالية جدًا، ووضع سيولة آمن، وكفاءة مذهلة في العائد على حقوق الملكية، وتستخدم ديونًا أقل. إنها “السفينة” الأكثر أمانًا.
  • بيبسيكو (PEP): هي رهان على “النمو المتنوع”. هوامش ربحها أقل، لكنها تنمو في قطاعات متعددة (الأغذية والمشروبات). ومع ذلك، فهي تستخدم رافعة مالية (ديون) أعلى بكثير وتعمل بسيولة “على الحافة” لتحقيق هذا النمو.

الخلاصة: لا يوجد “فائز” مطلق هنا. الخيار يعتمد كليًا على ملفك كمستثمر:

  • هل تفضل “الأمان، الكفاءة، وهوامش الربح العالية”؟ (قد تكون KO خيارك).
  • هل تفضل “التنوع، النمو، ومستعد لتحمل ديون أعلى”؟ (قد تكون PEP خيارك).

3 أخطاء شائعة يقع فيها المستثمرون عند استخدام النسب المالية

معرفة كيفية حساب النسب هي نصف المعركة فقط. تجنب تفسيرها بشكل خاطئ هو النصف الآخر والأكثر أهمية. إليك أكثر الأخطاء شيوعًا:

الخطأ الأول: “فخ القيمة” (The Value Trap)

  • الخطأ: الافتراض الأعمى بأن نسبة P/E المنخفضة تعني دائمًا أن السهم “صفقة رابحة” أو “مقيّم بأقل من قيمته”.
  • الحقيقة: كما ذكرنا، قد يكون السهم رخيصًا “لسبب وجيه جدًا”. قد تكون الأرباح في حالة انهيار، أو أن الشركة في قطاع يحتضر، أو تواجه دعاوى قضائية ستدمرها. السهم الرخيص يمكن أن يصبح أرخص.

الخطأ الثاني: تجاهل سياق القطاع (مقارنة التفاح بالبرتقال)

  • الخطأ: مقارنة نسبة D/E لشركة برمجيات بنسبة D/E لبنك.
  • الحقيقة: كل قطاع له “معاييره” الخاصة بهياكل التكلفة، نماذج الأعمال، ومستويات الديون. فإن نسبة D/E المرتفعة تعتبر طبيعية في القطاعات كثيفة رأس المال (مثل التصنيع)، ولكنها ستكون كارثية في قطاع الخدمات. قارن دائمًا الشركة بمنافسيها المباشرين.

الخطأ الثالث: الهوس برقم واحد (وتجاهل التلاعب المحاسبي)

  • الخطأ: التركيز فقط على نمو ربحية السهم (EPS) عامًا بعد عام، وتجاهل تراكم الديون (D/E) أو تضاؤل السيولة (Current Ratio).
  • الحقيقة: يجب أن تحكي النسب “قصة متكاملة”. علاوة على ذلك، يجب أن تكون على دراية بإمكانية “التلاعب المحاسبي” أو “تزيين القوائم” (Window Dressing). يمكن للشركات استخدام حيل محاسبية لتحسين نسبها مؤقتًا، مثل “تأخير المصروفات” لرفع EPS، أو “تسريع الاعتراف بالإيرادات”، أو “استخدام تمويل خارج الميزانية العمومية” لإخفاء الديون الحقيقية وخفض D/E بشكل مصطنع.

الخلاصة:

النسب المالية الخمس التي غطيناها – P/E, EPS, D/E, ROE, والنسبة الحالية هي الأدوات الأساسية في صندوق أدوات أي مستثمر ذكي، إنها تحول الضجيج إلى إشارة، والمضاربة إلى استراتيجية.

لكن من المهم أن تتذكر: هذه النسب تعتمد على “بيانات تاريخية”، إنها تخبرك بما حدث، وليس بما سيحدث بالتأكيد. إنها لا تتنبأ بالمستقبل بشكل مؤكد، لكنها تمنحك “أفضل تخمين مبني على أسس” حول ما قد يحمله المستقبل.

الاستثمار ليس حدثًا لمرة واحدة، بل هو رحلة تعلم مستمرة. ابدأ بتحليل شركة واحدة اليوم.

افتح تقريرها المالي على مواقع التحليل المالي، احسب هذه النسب الخمس، وقارنها بمنافسيها، ستندهش من القصة التي ستبدأ الأرقام في سردها لك.

ما هي النسبة المالية التي تجدها الأكثر أهمية في تحليلك؟ هل هناك نسبة أخرى تعتمد عليها؟ شاركنا رأيك وخبرتك في التعليقات أدناه!

أسئلة شائعة (FAQ) حول النسب المالية

ما هي أهم أنواع النسب المالية؟

يقسم المحللون النسب المالية بشكل عام إلى خمس فئات رئيسية: 1. نسب الربحية (Profitability Ratios): مثل ROE وهامش صافي الربح. 2. نسب السيولة (Liquidity Ratios): مثل النسبة الحالية والنسبة السريعة. 3. نسب الرافعة المالية/الملاءة (Leverage/Solvency Ratios): مثل D/E. 4. نسب الكفاءة/النشاط (Efficiency/Activity Ratios): مثل معدل دوران المخزون. 5. نسب التقييم/السوق (Market/Valuation Ratios): مثل P/E.

أين أجد النسب المالية للشركات؟

يمكنك العثور عليها محسوبة مسبقًا على معظم المواقع المالية الكبرى (مثل Yahoo Finance أو Google Finance). للحصول على البيانات الأكثر دقة وموثوقية، يمكنك العثور عليها في “التقارير السنوية” (10-K) أو “التقارير ربع السنوية” (10-Q) للشركة، والتي تكون متاحة على مواقع علاقات المستثمرين الخاصة بالشركات أو مواقع البورصات الرسمية مثل “تداول”.

ما الفرق بين السيولة (Liquidity) والملاءة (Solvency)؟

إنه سؤال رائع ويتعلق بالمدى الزمني: • السيولة (Liquidity): هي قدرة الشركة على البقاء على المدى “القصير”. هل يمكنها دفع فواتيرها ورواتبها *هذا الشهر*؟ (تقاس بـ Current Ratio). • الملاءة (Solvency): هي قدرة الشركة على البقاء على المدى “الطويل”. هل هيكلها المالي مستدام؟ هل يمكنها سداد ديونها طويلة الأجل والبقاء في العمل لسنوات قادمة؟ (تقاس بـ D/E Ratio).

كم مرة يجب أن أراجع النسب المالية؟

بالنسبة لمديري الشركات، قد تتم مراجعتها شهريًا. بالنسبة للمستثمر طويل الأجل، فإن المراجعة “ربع السنوية” (كل 3 أشهر) كافية. هذا يتزامن مع إصدار الشركات لتقارير أرباحها، مما يتيح لك تقييم أحدث الاتجاهات وتحديث تحليلك.

ما هو تحليل الاتجاه (Trend Analysis)؟

تحليل الاتجاه هو عملية تحليل النسب المالية للشركة “على مدى فترات متعددة” (مثل 3 أو 5 أو 10 سنوات). بدلاً من النظر إلى “لقطة” واحدة في الزمن، يتيح لك تحليل الاتجاه رؤية “الفيلم” الكامل. هل تتحسن هوامش ربح الشركة؟ هل ديونها تخرج عن السيطرة؟ الاتجاه غالبًا ما يكون أهم من الرقم الفردي.

هل يمكن أن تكون نسبة الدين إلى حقوق الملكية (D/E) سلبية؟

نعم، وهذا وضع خطير جدًا. تحدث نسبة D/E السلبية عندما تتجاوز المطلوبات الإجمالية للشركة أصولها الإجمالية، مما يؤدي إلى “حقوق مساهمين” سلبية. هذا يعني أن الشركة مفلسة من الناحية المحاسبية وقد تكون على وشك الانهيار التام.

لماذا لا يجب علي مقارنة P/E لشركة تكنولوجيا مع P/E لبنك؟

لأن نماذج أعمالهما مختلفة جذريًا. شركات التكنولوجيا غالبًا ما تكون “أصولها خفيفة” (لا تحتاج مصانع) ولديها توقعات نمو هائلة، مما يبرر P/E مرتفع. البنوك، من ناحية أخرى، هي “أصول ثقيلة” (تعتمد على القروض) وتنمو بشكل أبطأ، لذا فإن P/E الخاص بها يكون أقل بكثير. المقارنة الصحيحة تكون دائمًا “تفاح بتفاح” داخل نفس القطاع.

ما هي النسبة الواحدة الأكثر أهمية التي يجب أن أنظر إليها؟

هذا سؤال خادع. لا توجد “نسبة واحدة” تحكي القصة كاملة. إذا أجبرت على الاختيار، يميل الكثيرون إلى العائد على حقوق الملكية (ROE) لأنه يقيس كفاءة الإدارة. ولكن كما رأينا، فإن ROE المرتفع يمكن أن يكون خدعة إذا كان مدفوعًا بالديون (D/E مرتفع). لذلك، فإن أفضل نهج هو النظر إلى مجموعة من النسب معًا: نسبة ربحية (ROE)، ونسبة مخاطرة (D/E)، ونسبة سيولة (Current Ratio)، ونسبة تقييم (P/E).

ما هي النسبة الواحدة الأكثر أهمية التي يجب أن أنظر إليها؟

هذا سؤال خادع. لا توجد “نسبة واحدة” تحكي القصة كاملة. إذا أجبرت على الاختيار، يميل الكثيرون إلى العائد على حقوق الملكية (ROE) لأنه يقيس كفاءة الإدارة. ولكن كما رأينا، فإن ROE المرتفع يمكن أن يكون خدعة إذا كان مدفوعًا بالديون (D/E مرتفع). لذلك، فإن أفضل نهج هو النظر إلى مجموعة من النسب معًا: نسبة ربحية (ROE)، ونسبة مخاطرة (D/E)، ونسبة سيولة (Current Ratio)، ونسبة تقييم (P/E).
إظهار التعليقاتإغلاق التعليقات

اترك تعليقا