شيء نافع | دليلك المبسط لحياة أكثر نجاحًا                                                                                                       

توزيع الأرباح (Dividend)

لطالما كان حلم تحقيق دخل سلبي يراود الكثيرين في منطقة الخليج العربي وحول العالم؛ فكرة أن تتدفق الأموال إلى حسابك دون الحاجة إلى العمل اليومي النشط تمثل قمة الحرية المالية.

تخيل أن تكون شريكًا في نجاح أكبر الشركات العالمية، وأن تحصل على جزء من أرباحها بانتظام لمجرد أنك من ملاك أسهمها.

هذا ليس مجرد حلم، بل هو واقع ملموس يمكنك تحقيقه من خلال مفهوم يُعرف باسم “توزيع الأرباح” (Dividend).

عندما تستثمر في شركات راسخة مثل “كوكاكولا” أو “جونسون آند جونسون”، فأنت لا تراهن فقط على ارتفاع قيمة السهم، بل تصبح مالكًا جزئيًا في الشركة، ولك الحق في الحصول على نصيبك من الأرباح التي تحققها.

توزيعات الأرباح هي المكافأة التي تقدمها هذه الشركات لمستثمريها، وهي بمثابة عربون شكر على ثقتهم ورأس مالهم الذي ساهم في نمو الشركة ونجاحها.

هذا الدليل الشامل مصمم لإزالة الغموض عن عالم توزيعات الأرباح، حيث يأخذك في رحلة من فهم المبادئ الأساسية إلى بناء استراتيجية استثمارية متكاملة تهدف إلى تحقيق دخل مستدام ونمو طويل الأجل.

حجر الأساس: ما هو توزيع الأرباح (Dividend) ببساطة؟

ما هو توزيع الأرباح (Dividend)؟ تعريف شامل للمبتدئين

تعريف مبسط: مشاركة أرباح الشركة معك

بأبسط العبارات، توزيع الأرباح هو عملية تقسيم جزء من أرباح الشركة الصافية على مساهميها يمكن تشبيه الأمر بامتلاك حصة في متجر محلي؛ عندما يحقق المتجر أرباحًا في نهاية العام، يحصل كل شريك على نصيبه من هذه الأرباح.

وبالمثل، عندما تحقق شركة مساهمة عامة أرباحًا، يمكنها أن تقرر توزيع جزء من هذه الأرباح على مالكي أسهمها كمكافأة على استثماراتهم.

يتم الدفع بشكل متناسب؛ فكلما زاد عدد الأسهم التي تمتلكها، زاد المبلغ الإجمالي الذي تحصل عليه.

من أين تأتي هذه الأموال؟ رحلة الربح من الشركة إلى جيبك

تأتي أموال توزيعات الأرباح من مصدرين رئيسيين: الأرباح الصافية للسنة الحالية أو الأرباح المتراكمة من السنوات السابقة، والتي تُعرف باسم “الأرباح المحتجزة” (Retained Earnings).

بعد أن تحقق الشركة إيراداتها وتطرح منها جميع التكاليف والضرائب، يتبقى لديها صافي الربح يمكن للشركة بعد ذلك أن تقرر ما ستفعله بهذا الربح: إما أن تعيد استثماره بالكامل في عملياتها لتنمية أعمالها، أو تحتجز جزءًا منه وتوزع الباقي على المساهمين.

تسمح الأرباح المحتجزة للشركة بالمرونة، حيث يمكنها دفع توزيعات أرباح حتى في السنوات التي تكون فيها الأرباح أقل من المعتاد، وذلك بالسحب من الأرباح التي احتجزتها في سنوات سابقة.

من يتخذ القرار؟ دور مجلس الإدارة في تحديد مصير الأرباح

إن قرار توزيع الأرباح، وتحديد قيمتها، وموعد دفعها، هو من الصلاحيات الأساسية لمجلس إدارة الشركة (Board of Directors).

يقوم المجلس بتقييم الوضع المالي للشركة، واحتياجاتها النقدية، وفرص النمو المستقبلية، وبناءً على ذلك يقرر النسبة من الأرباح التي سيتم توزيعها.

في بعض الحالات، قد يتطلب هذا القرار أيضًا موافقة المساهمين في اجتماع الجمعية العامة، خاصة إذا كان مرتبطًا بسياسات مالية رئيسية للشركة.

الجدل الكبير: لماذا توزع بعض الشركات الأرباح بينما تحتفظ بها أخرى؟

إن قرار الشركة بتوزيع الأرباح أو احتجازها ليس مجرد معاملة مالية، بل هو إشارة قوية واستراتيجية ترسلها الإدارة إلى السوق حول مرحلة نضج الشركة، وثقتها في المستقبل، وفرص النمو المتاحة أمامها، فهم هذه الفلسفة المزدوجة أمر ضروري لأي مستثمر.

فلسفة توزيع الأرباح مقابل إعادة الاستثمار للنمو

علامات القوة والاستقرار: لماذا تشارك الشركات الناضحة أرباحها؟

الشركات الكبرى والراسخة التي تعمل في قطاعات مستقرة وناضجة، مثل السلع الاستهلاكية (كوكاكولا، بروكتر آند جامبل)، والرعاية الصحية (جونسون آند جونسون)، والمرافق العامة، والبنوك، هي الأكثر ميلًا لتوزيع الأرباح بانتظام.

يعود السبب في ذلك إلى أن هذه الشركات قد وصلت إلى مرحلة من النضج حيث تكون فرص النمو السريع والتوسع محدودة، وبالتالي فإن إعادة استثمار كل الأرباح قد لا يحقق أفضل عائد للمساهمين.

بدلاً من ذلك، فإن توزيع جزء من الأرباح النقدية يعتبر استخدامًا فعالاً لرأس المال يُنظر إلى التاريخ الطويل والمستمر في دفع وزيادة توزيعات الأرباح على أنه علامة على الصحة المالية القوية، والاستقرار التشغيلي، وثقة الإدارة في قدرة الشركة على توليد تدفقات نقدية مستدامة في المستقبل.

محركات النمو: سر احتفاظ عمالقة التكنولوجيا بأرباحهم

على النقيض تمامًا، غالبًا ما تختار شركات النمو العالي، خاصة في قطاع التكنولوجيا مثل “أمازون” و”تسلا”، عدم توزيع أي أرباح على الإطلاق.

لا يعني هذا أنها شركات غير ناجحة، بل على العكس، فإنها ترسل إشارة مختلفة تمامًا إلى السوق.

تعتقد هذه الشركات أن لديها فرصًا استثمارية داخلية واعدة يمكن أن تحقق عوائد للمساهمين تفوق بكثير ما يمكن أن يحصلوا عليه من توزيعات نقدية.

لذلك، تفضل إعادة استثمار جميع أرباحها في البحث والتطوير، أو التوسع في أسواق جديدة، أو الاستحواذ على شركات أخرى لتعزيز نموها المستقبلي.

غالبًا ما يتقبل المستثمرون في هذه الشركات عدم وجود توزيعات أرباح، لأنهم يراهنون على تحقيق عوائد رأسمالية ضخمة من خلال الارتفاع السريع في سعر السهم.

أنواع توزيعات الأرباح

باقة من المكافآت: الأنواع المختلفة لتوزيعات الأرباح

على الرغم من أن التوزيعات النقدية هي الشكل الأكثر شيوعًا، إلا أن الشركات قد تختار مكافأة مساهميها بطرق متنوعة أخرى.

فهم هذه الأشكال المختلفة يمنحك رؤية أوسع لكيفية إعادة الشركات للقيمة لمساهميها.

أشكال توزيعات الأرباح التي يجب أن تعرفها كمستثمر

  • التوزيعات النقدية (Cash Dividends): هذا هو الشكل التقليدي والأكثر انتشارًا، حيث تقوم الشركة بإيداع مبلغ نقدي مباشرة في حساب الوساطة المالية أو الحساب البنكي الخاص بك. توفر هذه الطريقة دخلاً فوريًا وملموسًا، يمكنك استخدامه لتغطية نفقاتك أو إعادة استثماره.
  • توزيعات الأسهم (Stock Dividends): بدلاً من توزيع النقد، تقوم الشركة بإصدار أسهم جديدة إضافية وتوزيعها عليك بما يتناسب مع عدد الأسهم التي تمتلكها. على سبيل المثال، إذا أعلنت شركة عن توزيع أسهم بنسبة 5%، وكنت تمتلك 100 سهم، فستحصل على 5 أسهم إضافية. من المهم فهم أن هذه العملية لا تزيد من القيمة الإجمالية لاستثمارك بشكل فوري، حيث أن سعر السهم في السوق ينخفض عادةً ليعكس الزيادة في عدد الأسهم المصدرة.
  • التوزيعات الخاصة (Special Dividends): هي مدفوعات غير متكررة تتم خارج جدول التوزيعات المنتظم للشركة. تلجأ الشركات إلى هذه التوزيعات عندما يكون لديها فائض كبير من السيولة النقدية، والذي قد ينتج عن بيع أحد الأصول أو تحقيق أرباح استثنائية.
  • خطط إعادة استثمار الأرباح (DRIPs): تتيح لك هذه الخطط استخدام توزيعاتك النقدية تلقائيًا لشراء المزيد من أسهم نفس الشركة، وغالبًا ما يتم ذلك بدون عمولات وبسعر مخفض. هذه الآلية هي تطبيق عملي لمفهوم “الفائدة المركبة”، حيث أن الأسهم الجديدة التي تشتريها تبدأ بدورها في توليد توزيعات أرباح، مما يخلق تأثير كرة الثلج بمرور الوقت.
  • التوزيعات العينية (Property Dividends): هذا النوع نادر نسبيًا، وفيه تقوم الشركة بتوزيع أصول غير نقدية. قد تشمل هذه الأصول أوراقًا مالية لشركات أخرى تمتلكها الشركة، أو أسهمًا في شركة تابعة لها في عملية تُعرف بـ “الانفصال” (spin-off).

روزنامة المستثمر

روزنامة المستثمر: التواريخ الرئيسية التي لا يمكن تجاهلها

تعتبر عملية توزيع الأرباح عملية منظمة تمر عبر سلسلة من التواريخ المحددة التي يجب عليك فهمها جيدًا، لأنها تحدد من هو المؤهل للحصول على الأرباح ومتى سيتم استلامها غالبًا ما تكون هذه التواريخ مصدر إرباك للمستثمرين الجدد.

آلية توزيع الأرباح خطوة بخطوة: 4 تواريخ حاسمة

  1. تاريخ الإعلان (Declaration Date): هو اليوم الذي يعلن فيه مجلس إدارة الشركة رسميًا عن نيته دفع توزيعات أرباح. يتضمن الإعلان تفاصيل مهمة مثل قيمة التوزيع لكل سهم، وتاريخ التسجيل، وتاريخ الدفع.
  2. تاريخ الاستحقاق السابق (Ex-Dividend Date): هذا هو التاريخ الأهم بالنسبة لك. لكي تكون مؤهلاً للحصول على دفعة الأرباح، يجب أن تمتلك السهم قبل بداية يوم التداول في هذا التاريخ. إذا اشتريت السهم في هذا اليوم أو بعده، فإن البائع هو من سيحصل على الأرباح. من الشائع جدًا أن ينخفض سعر السهم في هذا اليوم بمقدار يقارب قيمة التوزيعات، لأن قيمة الشركة قد انخفضت فعليًا بمقدار النقد الذي سيتم توزيعه.
  3. تاريخ التسجيل (Record Date): في هذا اليوم، تقوم الشركة بمراجعة سجلاتها لتحديد قائمة المساهمين المسجلين رسميًا لديها والمؤهلين لتلقي الأرباح. عادةً ما يكون هذا التاريخ بعد يومي عمل من تاريخ الاستحقاق السابق.
  4. تاريخ الدفع (Payment Date): هذا هو اليوم الفعلي الذي تقوم فيه الشركة بدفع الأرباح للمساهمين المسجلين. يتم إيداع الأموال في حسابات الوساطة المالية الخاصة بك.

أدوات المستثمر 1

صندوق أدوات المستثمر: كيف تقيّم وتحلل أسهم توزيعات الأرباح؟

لا يكفي أن تجد شركة توزع أرباحًا، بل الأهم هو تقييم جودة هذه التوزيعات واستدامتها المستثمر الذكي لا ينجذب فقط للأرقام الكبيرة، بل يستخدم أدوات تحليلية لفهم ما وراء هذه الأرقام.

أهم 3 مقاييس لتقييم استدامة وجودة توزيعات الأرباح

1. عائد التوزيعات (Dividend Yield): ما هو العائد الحقيقي على استثمارك؟

عائد التوزيعات هو أحد أشهر المقاييس، ويُظهر الدخل السنوي من التوزيعات كنسبة مئوية من سعر السهم الحالي.

يساعدك هذا المقياس على مقارنة جاذبية أسهم التوزيعات المختلفة.

المعادلة: $$ \text{عائد التوزيعات} = \left( \frac{\text{توزيع الأرباح السنوي للسهم الواحد}}{\text{سعر السهم الحالي}} \right) \times 100 $$

لكن يجب الحذر من “فخ العائد المرتفع” فالعائد المرتفع بشكل غير طبيعي قد لا يكون علامة على فرصة استثمارية جيدة، بل قد يكون مؤشر خطر.

غالبًا ما ينتج العائد المرتفع عن انخفاض حاد في سعر السهم، مما يعكس فقدان ثقة السوق في قدرة الشركة على الحفاظ على أرباحها المستقبلية.

قصة شركة الطاقة الأمريكية “لين إنرجي” تُعد مثالًا تحذيريًا، حيث استمرت الشركة في توزيع أرباح سخية ممولة بالديون لإخفاء مشاكلها المالية، مما أغرى المستثمرين الذين ركزوا على العائد المرتفع فقط، لينتهي بهم الأمر بخسارة رأس مالهم بالكامل عندما انهار السهم وأعلنت الشركة إفلاسها.

2. نسبة توزيع الأرباح (Payout Ratio): هل توزيعات الشركة مستدامة؟

تقيس هذه النسبة المئوية من أرباح الشركة التي يتم دفعها للمساهمين على شكل توزيعات. إنها مؤشر حيوي لتقييم مدى استدامة هذه التوزيعات.

المعادلة: $$ \text{نسبة توزيع الأرباح} = \left( \frac{\text{إجمالي توزيعات الأرباح}}{\text{صافي الدخل}} \right) \times 100 $$

نسبة منخفضة قد تعني أن الشركة تحتفظ بجزء كبير من أرباحها لإعادة الاستثمار في النمو. أما النسبة التي تتراوح بين 35% و 55% فتعتبر صحية ومستدامة في الغالب.

في المقابل، إذا كانت النسبة تقترب من 100% أو تتجاوزها، فهذا يعني أن الشركة تدفع كل أرباحها أو أكثر، وهو أمر غير مستدام على المدى الطويل.

3. تاريخ نمو التوزيعات (Dividend Growth History)

إن البحث عن الشركات التي لديها سجل حافل وطويل من زيادة توزيعاتها بشكل سنوي هو أحد أهم معايير الجودة.

الشركات التي تنجح في زيادة توزيعاتها عامًا بعد عام، حتى خلال الدورات الاقتصادية الصعبة، تُظهر قوة نموذج أعمالها وانضباطها المالي.

يُعرف المستثمرون المخضرمون هذه الشركات بأسماء مثل “أرستقراطيي التوزيعات” (Dividend Aristocrats)، وهي الشركات التي زادت توزيعاتها لمدة 25 عامًا متتاليًا على الأقل.

المقياس الشركة (أ): فخ العائد المرتفع الشركة (ب): الجودة المستدامة التحليل
سعر السهم 20 ريال 100 ريال
توزيع الأرباح السنوي 2 ريال 4 ريال الشركة (ب) تدفع أكثر بالقيمة المطلقة.
عائد التوزيعات 10% 4% يبدو عائد الشركة (أ) أكثر جاذبية للوهلة الأولى.
ربحية السهم (EPS) 1.80 ريال 8 ريال أرباح الشركة (ب) أقوى بكثير.
نسبة توزيع الأرباح 111% 50% إشارة خطر! الشركة (أ) تدفع أكثر مما تكسب. الشركة (ب) لديها نسبة صحية ومستدامة.
نمو الأرباح (آخر 5 سنوات) -5% سنوياً +8% سنوياً أرباح الشركة (أ) تتآكل، بينما تنمو أرباح الشركة (ب) بقوة.
الخلاصة عائد مرتفع وغير مستدام، مرشح لتخفيض الأرباح. عائد معقول ومستدام مع مجال للنمو المستقبلي. الاختيار الأفضل على المدى الطويل.

 

بناء محفظتك الاستثمارية

بناء محفظتك الاستثمارية: استراتيجيات الاستثمار في توزيعات الأرباح

بعد فهم أساسيات توزيعات الأرباح وكيفية تقييمها، تأتي الخطوة العملية وهي بناء محفظة استثمارية تركز على الدخل.

هناك استراتيجيات مختلفة يمكنك اتباعها، ويعتمد الاختيار على أهدافك ومدى تحملك للمخاطر.

استراتيجيات فعالة للاستثمار المدر للدخل

  • استراتيجية العائد المرتفع (High-Yield Investing): تركز هذه الاستراتيجية على شراء أسهم الشركات التي تقدم عائد توزيعات أعلى من متوسط السوق بهدف تحقيق أقصى قدر من الدخل الحالي. ومع ذلك، يجب التعامل معها بحذر شديد، حيث أن العائد المرتفع قد يكون مصحوبًا بمخاطر عالية.
  • استراتيجية نمو التوزيعات (Dividend Growth Investing): تركز هذه الاستراتيجية على الشركات التي لديها سجل حافل في زيادة توزيعاتها بشكل مستمر كل عام، حتى لو كان عائدها الحالي متواضعًا. الهدف هنا ليس الدخل الحالي المرتفع، بل بناء مصدر دخل ينمو بمرور الوقت.
  • قوة النمو المركب (DRIPs): من خلال إعادة استثمار التوزيعات النقدية تلقائيًا لشراء المزيد من الأسهم، فإنك تزيد من عدد الأسهم التي تمتلكها، والتي بدورها ستولد المزيد من الأرباح في الدورة التالية، مما يخلق تأثيرًا تراكميًا يمكن أن يضاعف قيمة استثمارك بشكل كبير على المدى الطويل.

بناء محفظة أسهم موزعة ومتنوعة: نصائح عملية

التنويع هو حجر الزاوية في أي استراتيجية استثمارية ناجحة فبدلاً من وضع كل أموالك في سهم واحد أو قطاع واحد، يجب توزيعها على عدة قطاعات مختلفة مثل الرعاية الصحية، والسلع الاستهلاكية، والمرافق، والطاقة، والتكنولوجيا. هذا يقلل من المخاطر، فإذا واجه قطاع ما صعوبات، فإن أداء القطاعات الأخرى قد يعوض هذا التراجع.

  1. حدد أهدافك: هل تبحث عن دخل حالي مرتفع أم نمو طويل الأجل؟ إجابتك ستحدد الاستراتيجية الأنسب لك.
  2. ابدأ بصناديق المؤشرات المتداولة (ETFs): بالنسبة للمبتدئين، تعتبر صناديق المؤشرات المتداولة التي تركز على أسهم التوزيعات خيارًا ممتازًا، لأنها توفر تنويعًا فوريًا عبر عشرات أو مئات الشركات بتكلفة منخفضة.
  3. اختر الأسهم الفردية بعناية: بعد اكتساب الخبرة، يمكنك البدء في اختيار أسهم فردية بناءً على المقاييس التي ناقشناها سابقًا.
  4. راجع محفظتك بانتظام: قم بمراجعة أداء محفظتك بشكل دوري (كل 6 إلى 12 شهرًا) للتأكد من أنها لا تزال تتماشى مع أهدافك.

الصورة الأكبر: الضرائب وتأثيرها على عوائدك

تعتبر الضرائب عاملاً مهماً يؤثر على صافي العائد الذي تحصل عليه من توزيعات الأرباح، وغالبًا ما يتم تجاهله من قبل المبتدئين.

فهم الجانب الضريبي لتوزيعات الأرباح

الازدواج الضريبي (Double Taxation): ما هو وكيف يؤثر عليك؟

يشير مصطلح الازدواج الضريبي إلى أن أرباح الشركة تخضع للضريبة مرتين. المرة الأولى عندما تحقق الشركة أرباحًا، حيث تدفع ضريبة الشركات للحكومة.

والمرة الثانية عندما يتم توزيع هذه الأرباح على المساهمين، حيث تدفع أنت ضريبة الدخل على المبالغ التي استلمتها.

ضرائب الاستقطاع على الأسهم العالمية (مثال: الأسهم الأمريكية)

عند الاستثمار في أسهم شركات أجنبية، مثل الشركات المدرجة في السوق الأمريكي، غالبًا ما يتم فرض “ضريبة استقطاع” (Withholding Tax) على توزيعات الأرباح.

يتم خصم هذه الضريبة تلقائيًا من المصدر قبل أن تصل الأموال إلى حسابك على سبيل المثال، تفرض الولايات المتحدة عادةً ضريبة استقطاع بنسبة 30% على توزيعات الأرباح المدفوعة للمستثمرين غير الأمريكيين.

هذا يعني أنه إذا أعلنت شركة أمريكية عن توزيع أرباح بقيمة 1 دولار للسهم، فقد تتلقى 0.70 دولار فقط في حسابك.

خلاصة القول: توزيعات الأرباح كركيزة أساسية لثروتك المستقبلية

تمثل توزيعات الأرباح أكثر من مجرد دخل إضافي؛ إنها دليل على صحة الشركة واستقرارها، وأداة قوية لبناء الثروة وتحقيق دخل سلبي مستدام.

الرسالة الأساسية هي أن الاستثمار الناجح في توزيعات الأرباح لا يتمحور حول مطاردة أعلى عائد، بل حول تحديد الشركات ذات الجودة العالية التي تتمتع بنماذج أعمال قوية وتاريخ حافل في مكافأة مساهميها بشكل مستدام.

الآن، وبعد تسلحك بالمعرفة والأدوات اللازمة، حان الوقت لاتخاذ الخطوة الأولى، ابدأ بفتح حساب استثماري، أو ابحث عن صندوق مؤشرات متداول يركز على توزيعات الأرباح، أو قم بتحليل أول سهم لك باستخدام المقاييس التي تعلمتها.

إن رحلة بناء الثروة من خلال توزيعات الأرباح هي ماراثون وليست سباقًا، وكل خطوة مدروسة تتخذها اليوم هي استثمار في مستقبلك المالي.

شارك هذا المقال مع أصدقائك المهتمين بالاستثمار، وابدأوا رحلتكم نحو الحرية المالية معًا!

أسئلة شائعة وإجابات الخبراء (FAQ)

هل ينخفض سعر السهم بعد توزيع الأرباح؟

نعم، من الطبيعي أن ينخفض سعر السهم بمقدار يقارب قيمة التوزيع في تاريخ الاستحقاق السابق (Ex-Dividend Date). هذا ليس مؤشرًا سلبيًا، بل هو تعديل فني يعكس خروج النقد من الشركة.

كيف أجد الشركات التي توزع أرباحًا؟

يمكنك استخدام أدوات فحص الأسهم (Stock Screeners) المتاحة على المواقع الإخبارية المالية ومنصات الوساطة. كما توفر العديد من المواقع “تقويم توزيعات الأرباح” الذي يوضح الشركات التي ستدفع أرباحًا قريبًا.

هل الأرباح مضمونة؟

لا، توزيعات الأرباح ليست مضمونة. يمكن لمجلس إدارة الشركة تخفيضها أو إلغاؤها في أي وقت، خاصة إذا واجهت الشركة صعوبات مالية. لذلك، من المهم الاستثمار في شركات ذات تاريخ مالي قوي ومستقر.

متى أكون مؤهلاً للحصول على الأرباح؟

يجب أن تكون مالكًا للسهم قبل تاريخ الاستحقاق السابق (Ex-Dividend Date) لتكون مؤهلاً للحصول على دفعة الأرباح التالية.

ما الفرق بين عائد التوزيعات ونسبة توزيع الأرباح؟

عائد التوزيعات يقيس العائد النقدي الذي تحصل عليه مقارنة بسعر السهم (عائد على الاستثمار). أما نسبة توزيع الأرباح فتقيس مدى استدامة هذه التوزيعات من خلال مقارنتها بأرباح الشركة الإجمالية (مؤشر أمان).

هل العائد المرتفع دائمًا أفضل؟

لا، ليس دائمًا. العائد المرتفع بشكل مبالغ فيه قد يكون علامة خطر، حيث يمكن أن ينتج عن انخفاض كبير في سعر السهم، مما يشير إلى مشاكل في الشركة قد تؤدي إلى تخفيض أو إلغاء التوزيعات مستقبلاً.

ما هي خطط إعادة استثمار الأرباح (DRIPs) وهل يجب أن أستخدمها؟

هي خطط تسمح لك بإعادة استثمار أرباحك النقدية تلقائيًا لشراء المزيد من أسهم نفس الشركة. إنها أداة ممتازة للمستثمرين على المدى الطويل الذين يرغبون في الاستفادة من قوة النمو المركب لتسريع بناء ثرواتهم.

لماذا لا توزع بعض الشركات الناجحة مثل أمازون أرباحًا؟

شركات النمو مثل أمازون تفضل إعادة استثمار كل أرباحها في توسيع أعمالها، والبحث والتطوير، والاستحواذات. هي تعتقد أن هذا الاستثمار الداخلي سيحقق عوائد أعلى للمساهمين على المدى الطويل من خلال زيادة سعر السهم، بدلاً من توزيع الأرباح نقدًا.
إظهار التعليقاتإغلاق التعليقات

اترك تعليقا