
لكل أسرة في المملكة العربية السعودية، يمثل امتلاك المنزل أكثر من مجرد جدران وسقف؛ إنه حلم يراود الجميع، ورمز للاستقرار والأمان، وحجر الأساس الذي تُبنى عليه ذكريات الأجيال.
هو المكان الذي يشهد خطوات أطفالنا الأولى، ويجمعنا على مائدة واحدة، ويحتضن ضحكاتنا وطموحاتنا.
لطالما كان هذا الحلم مرتبطًا بتحديات مالية وجهود طويلة، رحلة شاقة تتطلب تخطيطًا دقيقًا وصبرًا لا حدود له، لكن اليوم، لم يعد هذا الحلم بعيد المنال بفضل برنامج “سكني” الذي أطلقته الحكومة السعودية.
في قلب التحولات الكبرى التي تشهدها المملكة، وُلدت مبادرة وطنية استثنائية لتجعل من حلم امتلاك المسكن حقيقة ملموسة لكل مواطن.
هذا هو برنامج “سكني”، الذي لا يقدم مجرد دعم مالي، بل يطرح منظومة متكاملة وشريكًا موثوقًا يرافقك في كل خطوة على طريق امتلاك منزل العمر لم يعد الأمر يتعلق بالانتظار لسنوات طويلة أو مواجهة الإجراءات المعقدة بمفردك.
الآن، أصبح بإمكانك أن تتخيل أطفالك وهم يلعبون في فناء منزلكم الخاص، وأن تشعر بالفرحة التي لا توصف وأنت تدخل عتبة بيتك لأول مرة، وهي فرحة وصفها أحد المستفيدين بأنها “فرحة ما حد يوصفها”.
هذا الدليل الشامل مُصمم خصيصًا لك، ليأخذ بيدك ويجيب عن كل تساؤلاتك حول برنامج “سكني” سنستعرض معًا ما هو البرنامج، وكيف ينسجم مع رؤية المملكة 2030، ومن هم المؤهلون للاستفادة منه، وما هي الخيارات السكنية والحلول التمويلية المتنوعة التي يقدمها، وكيف يمكنك البدء في رحلتك نحو تحقيق حلمك اليوم، لأن الاستقرار يبدأ من هنا، من قرارك بالخطوة الأولى نحو منزلك.
ما هو برنامج “سكني”؟ أكثر من مجرد دعم، إنه رؤية لمستقبل أفضل
تعريف برنامج “سكني”: المهمة الأساسية والأهداف الاستراتيجية
برنامج “سكني” هو البرنامج الحكومي الرسمي التابع لوزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان، والذي تم تصميمه ليكون الذراع التنفيذي لتحقيق أحد أهم أهداف الدولة: تمكين المواطنين السعوديين من امتلاك مسكنهم الأول.
يتجاوز البرنامج كونه مجرد مبادرة لتقديم قروض أو منح، ليمثل منصة وطنية شاملة تهدف إلى توحيد وتنظيم جهود الدعم السكني في المملكة، وخدمة جميع المسجلين في قوائم وزارة الإسكان وصندوق التنمية العقارية تحت مظلة واحدة متكاملة.
تتمثل المهمة الجوهرية لبرنامج “سكني” في تقديم حلول سكنية مبتكرة ومتنوعة تساهم بشكل مباشر في تحسين جودة حياة الأسر السعودية.
الهدف ليس فقط توفير مأوى، بل بناء مجتمع حيوي ومستقر ينعم أفراده بتعدد سبل امتلاك المسكن الملائم، الذي يلبي تطلعاتهم ويتناسب مع احتياجاتهم وقدراتهم المالية.
من خلال منصته الرقمية المتطورة، يعمل البرنامج على تبسيط الإجراءات، وزيادة المعروض من الوحدات السكنية، وتسهيل الحصول على التمويل اللازم، محولًا بذلك عملية البحث عن منزل من تحدٍ كبير إلى تجربة سلسة وميسرة.
“سكني” في قلب رؤية السعودية 2030: بناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر
لا يمكن فهم الأهمية الحقيقية لبرنامج “سكني” بمعزل عن الإطار الوطني الأوسع الذي يعمل ضمنه، وهو رؤية السعودية 2030.
فالبرنامج ليس مجرد مشروع خدمي، بل هو أحد الركائز الأساسية والمحركات الرئيسية لتحقيق مستهدفات هذه الرؤية الطموحة، وتحديدًا ضمن محوريها “مجتمع حيوي” و “اقتصاد مزدهر”.
الهدف الاستراتيجي الأبرز الذي يسعى البرنامج لتحقيقه هو رفع نسبة تملك المواطنين للمنازل إلى 70% بحلول عام 2030.
هذا الرقم ليس مجرد مؤشر أداء، بل هو مقياس لمدى نجاح الرؤية في تحقيق الاستقرار الاجتماعي والرفاهية لمواطنيها.
وقد حقق البرنامج بالفعل قفزات هائلة في هذا المجال، حيث ارتفعت نسبة التملك من 47% قبل انطلاق البرنامج إلى أكثر من 63% بحلول عام 2023.
لكن دور “سكني” يتجاوز الأثر الاجتماعي المباشر ليلعب دورًا محوريًا كأداة اقتصادية فعالة فالبرنامج لم يُصمم ليكون مجرد قناة للدعم الحكومي، بل كمحفز ومنظم للسوق العقاري بأكمله.
من خلال الشراكات الاستراتيجية مع القطاع الخاص، جذب البرنامج استثمارات ضخمة من المطورين العقاريين والبنوك والمؤسسات التمويلية، مما أدى إلى ضخ آلاف الوحدات السكنية الجديدة في السوق.
هذا النشاط المكثف ساهم في خلق أكثر من 38,000 فرصة عمل مباشرة، وضخ ما يزيد عن 157 مليار ريال سعودي في الناتج المحلي الإجمالي، مما يجعله محركًا اقتصاديًا متعدد الأوجه.
هذا التحول في دور الدولة يعكس فلسفة رؤية 2030 العميقة. فالحكومة انتقلت من دور “الموفر” المباشر للإسكان إلى دور “الممكن” و “المنظم” للسوق.
بدلاً من بناء وتسليم المنازل بشكل كامل، تقوم الآن بتهيئة البيئة المثالية التي تمكّن القطاع الخاص من الازدهار والمنافسة، وتمكّن المواطن من اتخاذ قراره بنفسه.
يتجلى ذلك في سياسات حيوية مثل تأسيس الشركة السعودية لإعادة التمويل العقاري لضخ السيولة في السوق، والإصلاحات الضريبية كتحمل الدولة لضريبة التصرفات العقارية عن المسكن الأول، وتخفيض نسبة الدفعة الأولى للقروض العقارية.
وبهذا، لا يمنح “سكني” المواطن مفتاح منزله فحسب، بل يساهم في بناء اقتصاد أكثر تنوعًا واستدامة، وسوق عقاري أكثر نضجًا وشفافية.
هل أنت مؤهل؟ دليلك الشامل لمعرفة شروط استحقاق دعم “سكني”
قبل الانطلاق في رحلة البحث عن منزل أحلامك عبر منصة “سكني”، الخطوة الأولى والأهم هي التحقق من أهليتك للحصول على الدعم.
وضعت وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان مجموعة من الشروط والمعايير الواضحة لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه الفعليين.
تم تصميم هذه الشروط لتكون شاملة وعادلة، مع مراعاة التحديثات المستمرة التي تعكس التطورات الاجتماعية والاقتصادية في المملكة.
الشروط الأساسية للمتقدمين: من تنطبق عليه المعايير؟
للتأكد من أهليتك، يجب أن تتوافر فيك وفي أسرتك الشروط الأساسية التالية، والتي تستند إلى اللائحة التنفيذية لتنظيم الدعم السكني:
- الجنسية السعودية: يجب أن يكون المتقدم بطلب الدعم سعودي الجنسية، وتُعتبر الأسرة سعودية لأغراض الدعم إذا كان المتقدم الرئيسي (رب الأسرة) سعوديًا.
- الإقامة داخل المملكة: يشترط أن تكون الأسرة مقيمة بشكل دائم في المملكة العربية السعودية عند تقديم الطلب وحتى وقت تخصيص الدعم.
- العمر: يجب ألا يقل عمر المتقدم (إذا كان الزوج أو الأب) عن 20 عامًا، وهو تحديث جديد خفّض السن المطلوب سابقًا (25 عامًا) لتوسيع شريحة المستفيدين. يُستثنى من هذا الشرط فئات معينة مثل الزوجة أو الأم أو الإخوة المتقدمين بشكل جماعي.
- تكوين الأسرة: يُقدم الطلب باسم “أسرة”. وقد حددت اللائحة بدقة من يمكنه التقدم بالطلب، ويشمل ذلك:
- الزوج: عن أسرته المكونة من زوجة وأبناء (الذكور غير المتزوجين حتى سن 25 عامًا، والإناث غير المتزوجات).
- الأم: في حالات محددة، مثل الأرملة التي تعول أبناءها، أو المطلقة التي مضى على طلاقها المدة المحددة في اللائحة (سنة أو سنتان حسب التعديلات) ولديها أبناء.
- الإخوة مجتمعين: في حال وفاة الوالدين، يمكن للإخوة (وفق شروط العمر والحالة الاجتماعية المحددة) التقدم بطلب واحد.
- عدم امتلاك مسكن مناسب: يجب ألا يكون المتقدم أو أي من أفراد أسرته المدرجين في الطلب يمتلكون مسكنًا مناسبًا خلال السنوات الخمس التي تسبق تاريخ تقديم الطلب.
- عدم الاستفادة المسبقة من الدعم: يشترط ألا تكون الأسرة قد استفادت سابقًا من أي برنامج دعم سكني، سواء كان حكوميًا أو خاصًا، بهدف تملك مسكن.
من المهم ملاحظة أن هذه الشروط تعكس سياسة اجتماعية متطورة. فالتعريف المفصل لـ “الأسرة” وتضمين فئات مثل المطلقات والأرامل والإخوة الأيتام، بالإضافة إلى التعديلات الأخيرة التي سهلت على المرأة المتزوجة التقديم مباشرة، يظهر أن البرنامج ليس مجرد آلية بيروقراطية جامدة، بل هو أداة سياسة عامة تتكيف مع الواقع الاجتماعي المتغير في المملكة، وتهدف إلى توفير شبكة أمان سكني لأوسع شريحة ممكنة من المجتمع، بما يتماشى مع أهداف رؤية 2030 في تمكين المرأة وتعزيز التماسك الأسري.
خطوات التقديم الإلكتروني: رحلتك نحو منزلك في دقائق
أحد أبرز إنجازات برنامج “سكني” هو تحويل عملية التقديم المعقدة والطويلة إلى تجربة رقمية سلسة وفورية.
هذه البساطة الظاهرية تخفي خلفها بنية تحتية حكومية رقمية متطورة للغاية، حيث يتم الربط الإلكتروني الفوري بين مختلف قواعد البيانات الحكومية للتحقق من أهلية المتقدم في لحظات.
هذه الميزة، المعروفة بـ “الاستحقاق الفوري”، هي مثال حي على نجاح استراتيجية التحول الرقمي في المملكة.
للبدء في رحلتك، اتبع الخطوات البسيطة التالية:
- الدخول إلى المنصة الرقمية: قم بزيارة الموقع الإلكتروني الرسمي لبرنامج “سكني” (sakani.sa) أو قم بتحميل تطبيق “سكني” على هاتفك الذكي من متاجر التطبيقات.
- تسجيل الدخول: استخدم بيانات الدخول الخاصة بمنصة النفاذ الوطني الموحد (أبشر)، والتي تشمل رقم الهوية الوطنية وكلمة المرور.
- إكمال البيانات الشخصية: سيُطلب منك استكمال بعض البيانات الأساسية عنك وعن أفراد أسرتك. العملية مصممة لتكون سهلة وسريعة.
- التحقق من الاستحقاق الفوري: بمجرد إكمال البيانات، ستقوم المنصة بالتحقق من أهليتك بشكل فوري وآلي. ستظهر لك النتيجة على الشاشة في غضون دقائق: إما “مستحق” أو “غير مستحق” مع توضيح الأسباب.
- استعراض الحلول والمنتجات: في حال ظهرت نتيجة “مستحق”، تهانينا! يمكنك على الفور البدء في استكشاف جميع الحلول السكنية والتمويلية المتاحة، والبحث عن المشاريع، واستخدام الأدوات المساعدة مثل حاسبة الدعم لاتخاذ قرارك.
هذه العملية الرقمية المتكاملة لا توفر الوقت والجهد فحسب، بل تعزز الشفافية والثقة بين المواطن والجهات الحكومية، وتقدم نموذجًا رائدًا في كيفية تسخير التكنولوجيا لتقديم خدمات عامة تغير حياة الناس بشكل جذري.
حلول “سكني” المتكاملة: مفتاحك لمنزل يناسب كل الاحتياجات
يدرك برنامج “سكني” أن احتياجات الأسر السعودية وتطلعاتها ليست واحدة. فما يناسب أسرة شابة في بداية مسيرتها قد لا يناسب أسرة كبيرة تبحث عن مساحة أوسع، وما يفضله شخص يرغب في تصميم منزله بنفسه يختلف عمن يبحث عن مسكن جاهز للانتقال الفوري.
لهذا السبب، يكمن جوهر نجاح البرنامج في تقديمه باقة متنوعة ومرنة من الخيارات السكنية، مما يمنح المستفيدين حرية اختيار الحل الأمثل الذي يتوافق مع ظروفهم الشخصية والمالية.
خيارات سكنية متنوعة: صُممت لتلبي طموحاتك
يقدم “سكني” أربعة مسارات رئيسية لتمكينك من امتلاك منزلك، كل منها مصمم لتلبية شريحة مختلفة من الاحتياجات:
1. شراء وحدة سكنية جاهزة من السوق
هذا الخيار يمنحك أقصى درجات المرونة والحرية. يمكنك البحث في السوق العقاري الخاص عبر منصات مثل عقار أو غيرها عن أي وحدة سكنية جاهزة (فيلا، شقة، تاون هاوس) في الحي الذي تفضله وبالتصميم الذي يعجبك، ومن ثم استخدام الدعم السكني والتمويل العقاري لشرائها.
هذا المسار مثالي لمن يرغب في الانتقال السريع أو لديه تفضيلات محددة للموقع والمواصفات لا تتوفر في المشاريع الجديدة.
2. البناء الذاتي
إذا كنت تمتلك قطعة أرض أو ترغب في بناء منزل أحلامك وفقًا لتصميمك الخاص، فهذا هو الخيار الأمثل لك. يوفر “سكني” التمويل اللازم للبناء، والذي يتم صرفه على دفعات تتناسب مع مراحل إنجاز المشروع.
ولم يكتفِ البرنامج بتقديم التمويل فقط، بل أنشأ منظومة متكاملة لدعمك في هذه الرحلة، تشمل إتاحة الوصول إلى تصاميم هندسية معتمدة بأسعار تنافسية، وقائمة بالمقاولين المعتمدين لضمان جودة التنفيذ.
3. وحدات سكنية تحت الإنشاء
يمثل هذا الخيار شراكة استراتيجية بين وزارة الإسكان والمطورين العقاريين من القطاع الخاص من خلاله، يمكنك شراء وحدة سكنية ضمن مشاريع سكنية ضخمة ومتكاملة الخدمات (تُعرف بالضواحي السكنية) بأسعار تنافسية، غالبًا ما تكون أقل من أسعار الوحدات الجاهزة.
تتميز هذه المشاريع بتصاميمها العصرية، وبنيتها التحتية المتكاملة التي تشمل مساحات خضراء ومرافق تعليمية وصحية وترفيهية، مما يوفر بيئة سكنية مثالية وجودة حياة عالية.
4. الأراضي السكنية
كجزء من استراتيجية تمكين المواطنين على المدى الطويل، يقدم البرنامج خيار الحصول على قطعة أرض سكنية مطورة ومجهزة بالبنية التحتية الأساسية.
في كثير من الحالات، تُمنح هذه الأراضي بشكل مجاني للمستفيدين المستحقين ضمن مخططات سكنية معتمدة في مختلف مناطق المملكة، تحت مبادرة “أرضك دعمك” يمنح هذا الخيار الأسرة المرونة لبناء منزلها في المستقبل متى ما كانت ظروفها المالية مناسبة.
مقارنة شاملة بين حلول “سكني” السكنية
| الحل السكني | أهم المزايا | لمن تناسب؟ | ملاحظات هامة |
|---|---|---|---|
| وحدة جاهزة | – حرية كاملة في اختيار الموقع والمواصفات. – إمكانية الانتقال الفوري. – معاينة العقار على أرض الواقع قبل الشراء. |
– الأسر التي تبحث عن سكن عاجل. – من لديهم تفضيلات محددة لمنطقة السكن. – من يفضلون رؤية المنتج النهائي قبل الدفع. |
– قد تكون الأسعار أعلى مقارنة بالوحدات تحت الإنشاء. – الاختيارات تعتمد على المعروض الفعلي في السوق. |
| بناء ذاتي | – تصميم المنزل بالكامل حسب الذوق والاحتياج الشخصي. – التحكم في جودة المواد والمواصفات. – إمكانية بناء المنزل على مراحل. |
– من يمتلكون قطعة أرض بالفعل. – الأسر التي لديها رؤية واضحة لمنزل أحلامها. – من لديهم القدرة على متابعة مراحل البناء. |
– يتطلب جهدًا ومتابعة شخصية لمراحل البناء. – قد تتغير التكاليف أثناء التنفيذ. – فترة الإنجاز تعتمد على المقاول والموافقات. |
| وحدة تحت الإنشاء | – أسعار تنافسية غالبًا ما تكون أقل من الجاهز. – السكن في مجتمعات جديدة ومتكاملة الخدمات. – إمكانية الاستفادة من أقساط ميسرة خلال فترة البناء. |
– الأسر الشابة التي لا تحتاج إلى سكن فوري. – من يبحثون عن جودة حياة عالية وبيئة مجتمعية. – المستثمرون الباحثون عن نمو في قيمة العقار. |
– لا يمكن معاينة الوحدة بشكل فعلي قبل اكتمالها. – يتطلب الثقة في المطور العقاري والالتزام بالجدول الزمني. – قد تحدث تأخيرات في التسليم. |
| أرض سكنية | – الحصول على أصل عقاري قيم (غالبًا مجانًا). – مرونة كاملة في توقيت وتصميم البناء مستقبلاً. – الاستفادة من ارتفاع قيمة الأراضي على المدى الطويل. |
– الأسر التي لا تحتاج إلى سكن في المدى القريب. – من يخططون للبناء في المستقبل. – من يرغبون في تأمين أصل عقاري لأبنائهم. |
– يتطلب ميزانية إضافية للبناء في المستقبل. – قد تكون الأراضي في مخططات جديدة بعيدة عن وسط المدينة. – الاستفادة من الأرض مرتبطة بالقدرة على بنائها لاحقًا. |

الدعم المالي من “سكني”: كيف يخفف البرنامج العبء المادي عنك؟
إلى جانب توفير الخيارات السكنية المتنوعة، يكمن قلب برنامج “سكني” في منظومته المالية المبتكرة، التي صُممت خصيصًا لتخفيف العبء المادي عن كاهل المواطنين وجعل تملك المسكن هدفًا ممكن التحقيق.
لا يقتصر الدعم على حل واحد، بل هو عبارة عن حزمة متكاملة من المبادرات المالية التي تتضافر لتسهيل كل مرحلة من مراحل رحلة التملك.
باقات الدعم المالي المباشر وغير المسترد
العنصر الأكثر جاذبية في البرنامج هو “برنامج الدعم السكني المحدث”، الذي يقدم دعمًا ماليًا مباشرًا وغير مسترد للمستفيدين.
هذا يعني أن المبلغ الذي تحصل عليه هو منحة لا تُرد، تهدف إلى تقليل الالتزام المالي عليك بشكل كبير.
- الدعم الأساسي: يقدم البرنامج دعمًا ماليًا ثابتًا يتراوح بين 100,000 ريال سعودي و 150,000 ريال سعودي، يُحدد المبلغ بناءً على مصفوفة الدعم المعتمدة التي تأخذ في الاعتبار عوامل مثل مستوى الدخل. يُمنح هذا الدعم للمستفيد بعد حصوله على موافقة التمويل العقاري من إحدى الجهات التمويلية المعتمدة، ويُستخدم عادةً لتقليل المبلغ الأساسي للقرض، مما يؤدي إلى خفض قيمة القسط الشهري.
- نظام الباقات المرنة (Bāqāt): في خطوة تعكس فهمًا عميقًا لاحتياجات الأسرة الشاملة، لم يقصر “سكني” استخدام هذا الدعم على الدفعة المقدمة فقط. بل أتاح للمستفيدين، كحلول اختيارية، توجيه هذا المبلغ لتلبية احتياجات أخرى مرتبطة بالمسكن، وذلك عبر نظام “الباقات”. هذا النهج يحول الدعم من مجرد مساعدة في الشراء إلى دعم شامل لجودة الحياة. تشمل هذه الباقات:
- باقة دعم الدفعة المقدمة: الاستخدام التقليدي والأكثر شيوعًا للدعم لتسهيل الحصول على القرض.
- باقة دعم تجديد المنازل: يمكن للمستفيد استخدام مبلغ الدعم لترميم وتجديد منزله القائم.
- باقة دعم الأثاث: مساعدة مالية لتأثيث المنزل الجديد، إدراكًا بأن تكاليف التأثيث تشكل عبئًا إضافيًا كبيرًا.
- باقة دعم الإيجار: يمكن استخدامها لتغطية دفعات الإيجار المقدمة، مما يوفر سيولة مالية للأسرة.
- باقة دعم البناء الذاتي: دعم مخصص لمواجهة تكاليف البناء لمن اختار هذا المسار.
حلول تمويلية ومبادرات إضافية لتسهيل رحلة التملك
لا يتوقف الدعم عند المنحة المباشرة، بل يمتد ليشمل مجموعة من الحلول والمبادرات التي تعالج مختلف جوانب التمويل العقاري:
- القرض العقاري المدعوم: بالتعاون مع صندوق التنمية العقارية، يقدم البرنامج قروضًا عقارية مدعومة، حيث تتحمل الدولة نسبة من أرباح التمويل نيابة عن المواطن. هذا الدعم يمكن أن يغطي أرباح التمويل لمدة تصل إلى 20 عامًا، مما يقلل بشكل هائل من التكلفة الإجمالية للقرض على المدى الطويل.
- تحمل ضريبة التصرفات العقارية: في واحدة من أهم المبادرات الداعمة، تتحمل الدولة ضريبة التصرفات العقارية البالغة 5% عن المسكن الأول للمواطن، وذلك للعقارات التي لا تتجاوز قيمتها مليون ريال سعودي. هذه المبادرة توفر على المشتري مبلغًا قد يصل إلى 50,000 ريال سعودي، وهو مبلغ كبير يمكن استخدامه في جوانب أخرى.
- تخفيض الدفعة الأولى: لعب البنك المركزي السعودي دورًا حاسمًا في تمكين المواطنين من الحصول على التمويل، وذلك عبر تخفيض نسبة الدفعة الأولى المطلوبة لشراء العقار من 30% إلى 5% فقط. هذا الإجراء أزال أحد أكبر العوائق التي كانت تواجه المشترين، وفتح الباب أمام شريحة واسعة لم تكن قادرة على توفير الدفعة المقدمة الكبيرة سابقًا.
- منتج القسط الميسر: إدراكًا للتحديات التي تواجه الأسر ذات الدخل المحدود، تم تصميم هذا المنتج خصيصًا للمستفيدين الذين تتراوح رواتبهم بين 3,000 و 7,000 ريال شهريًا. يتيح لهم هذا المنتج تملك وحدة سكنية (تحت الإنشاء) بأقساط شهرية ميسرة جدًا تبدأ من 850 ريالًا سعوديًا، مما يجعل حلم التملك في متناول الجميع تقريبًا.
هذه المنظومة المالية المتكاملة تظهر أن “سكني” ليس مجرد برنامج، بل هو استراتيجية مالية واجتماعية شاملة، مصممة بعناية لإزالة الحواجز وتوفير حلول مخصصة لكل فئة من فئات المجتمع.
بالأرقام والإنجازات
لا تقاس فعالية المبادرات الوطنية الكبرى بالنوايا الطيبة أو الخطط الطموحة فحسب، بل بنتائجها الملموسة على أرض الواقع وتأثيرها المباشر في حياة المواطنين.
ومنذ انطلاقه، استطاع برنامج “سكني” أن يحقق إنجازات استثنائية، وأن يروي قصة نجاح ملهمة بالأرقام والبيانات التي تتحدث عن نفسها، وبالتجارب الإنسانية التي غيرت حياة مئات الآلاف من الأسر السعودية.
إحصاءات وأرقام تتحدث عن نفسها: تأثير “سكني” على أرض الواقع
الأرقام هي الشاهد الأصدق على حجم التأثير الذي أحدثه البرنامج في المشهد السكني والاجتماعي في المملكة.
إليك لمحة عن أبرز هذه الإنجازات:
- قفزة تاريخية في نسبة التملك: الإنجاز الأبرز هو الارتفاع الكبير في نسبة تملك الأسر السعودية للمساكن، والتي صعدت من 47% قبل البرنامج لتصل إلى 65.4% بنهاية عام 2024. هذا الرقم لا يعني فقط تحقيق مستهدف عام 2025 قبل موعده، بل يمثل تحولًا اجتماعيًا عميقًا نحو مجتمع أكثر استقرارًا.
- خدمة أكثر من 1.3 مليون أسرة: حتى نهاية عام 2024، استفادت أكثر من 1.3 مليون أسرة سعودية من الحلول السكنية والتمويلية التي يقدمها البرنامج، وهو رقم هائل يعكس مدى انتشار وتأثير البرنامج في كل أنحاء المملكة. خلال عام 2024 وحده، تم دعم أكثر من 122,000 أسرة جديدة.
- منصة رقمية مليونية: أصبحت منصة “سكني” الرقمية وجهة رئيسية للباحثين عن السكن في المملكة، حيث سجلت خلال عام واحد فقط أكثر من 625 مليون زيارة، وتم تحميل تطبيقها أكثر من 1.2 مليون مرة، مما يدل على نجاحها في تقديم تجربة مستخدم سهلة وفعالة.
- ضخ هائل للمعروض العقاري: لعب البرنامج دورًا محوريًا في زيادة المعروض السكني، حيث طرح من خلال شراكاته أكثر من 141,000 وحدة سكنية ضمن 93 مشروعًا تحت الإنشاء، بالإضافة إلى توفير أكثر من 178,000 قطعة أرض سكنية ضمن 217 مخططًا سكنيًا.
- دعم الفئات الأشد حاجة: لم يغفل البرنامج عن دوره الاجتماعي تجاه الفئات الأكثر احتياجًا، حيث وفر من خلال مسار “الإسكان التنموي” أكثر من 98,000 وحدة سكنية للأسر الضمانية ومن في حكمها حتى نهاية عام 2024.
تجارب حقيقية: كيف غيّر “سكني” حياة المواطنين؟
خلف هذه الأرقام الضخمة، تكمن قصص إنسانية مؤثرة لأسر سعودية تحول حلمها إلى حقيقة يجسد البرنامج بالنسبة لهم تحقيق أمنية طال انتظارها، والانتقال من عبء الإيجار الشهري إلى الشعور بالفخر والاستقرار في منزل يملكونه.
- حلم أصبح حقيقة: يعبر الكثير من المستفيدين عن شعورهم بأن البرنامج مكنهم من تحقيق حلم كانوا يعتقدون أنه بعيد المنال أو مستحيل. كما قال أحد المواطنين، “كنت أحلم في شيء وما أقدر أستطيع أتملكه، فسكني حقق لي حلم”. هذه الكلمات تلخص جوهر تأثير البرنامج في نفوس الناس.
- فرحة الأسرة: لا شيء يضاهي رؤية الفرحة في عيون أفراد الأسرة عند دخولهم منزلهم الجديد لأول مرة. يروي المستفيدون قصصًا عن سعادة أطفالهم وهم يكتشفون غرفهم الجديدة، وعن شعور الزوجة بالأمان، وعن قضاء أوقات عائلية دافئة في مساحة خاصة بهم، مما يعزز الروابط الأسرية ويوفر بيئة صحية للنمو.
- تمكين وحرية اختيار: لم يفرض البرنامج على المستفيدين خيارات محددة، بل منحهم الأدوات والحرية لاختيار ما يناسبهم. سواء كان ذلك بشراء شقة جاهزة في قلب المدينة، أو بناء فيلا في الضواحي، فإن هذا الشعور بالتمكين يضيف قيمة معنوية كبيرة إلى جانب الدعم المادي، حيث يشعر المواطن بأنه شريك حقيقي في اتخاذ أحد أهم القرارات في حياته.
أبرز إنجازات برنامج “سكني” بالأرقام (حتى عام 2024)
| المؤشر | الإنجاز |
|---|---|
| نسبة تملك الأسر السعودية للمساكن | 65.4% |
| إجمالي الأسر المستفيدة | أكثر من 1.3 مليون أسرة |
| مساهمة البرنامج في الناتج المحلي الإجمالي | أكثر من 157 مليار ريال |
| الوحدات السكنية ضمن الإسكان التنموي | أكثر من 98,000 وحدة |
| زيارات المنصة الرقمية (في عام واحد) | 625 مليون زيارة |
خاتمة:
لقد استعرضنا في هذا الدليل الشامل جميع جوانب برنامج “سكني”، هذه المبادرة الوطنية الرائدة التي أعادت تعريف مفهوم الدعم السكني في المملكة العربية السعودية.
لم يعد امتلاك المنزل مجرد حلم بعيد، بل أصبح واقعًا متاحًا بفضل رؤية طموحة ومنظومة عمل متكاملة تضع المواطن في قلب أولوياتها.
من خلال خياراته السكنية المتنوعة، وحلوله المالية المبتكرة، وإجراءاته الرقمية السلسة، أثبت برنامج “سكني” أنه أكثر من مجرد برنامج حكومي؛ إنه شريك حقيقي في رحلة بناء المستقبل لكل أسرة سعودية.
الأرقام والإنجازات التي تحققت هي خير دليل على النجاح الباهر لهذه المبادرة وتأثيرها العميق في تحقيق الاستقرار الاجتماعي ودفع عجلة التنمية الاقتصادية.
الآن، الكرة في ملعبك لقد تم تمهيد الطريق أمامك، وتوفير كل الأدوات والدعم اللازم لتحويل طموحك إلى حقيقة.
لم تعد هناك حواجز تقف في طريقك نحو امتلاك منزل أحلامك، بيت الأمان والاستقرار الذي ستصنع فيه أجمل ذكرياتك مع من تحب.
لا تنتظر أكثر خطوتك الأولى نحو الاستقرار تبدأ اليوم. ندعوك لزيارة الموقع الإلكتروني الرسمي لبرنامج “سكني”، أو تحميل التطبيق على هاتفك الذكي.
استكشف المشاريع المتاحة، استخدم حاسبة الدعم والتمويل، وتحقق من أهليتك فورًا، ابدأ رحلتك نحو امتلاك منزلك اليوم، وكن جزءًا من قصة النجاح التي يكتبها وطن طموح لمواطنيه.
كل ما تحتاج إلى معرفته: 8 أسئلة شائعة حول برنامج “سكني”
من الطبيعي أن تكون لديك العديد من الاستفسارات والتساؤلات أثناء التفكير في التقديم على برنامج بحجم وأهمية “سكني”.
لتسهيل رحلتك وتزويدك بالمعلومات التي تحتاجها، قمنا بتجميع إجابات لأكثر الأسئلة شيوعًا.