
المبادئ الثلاثة لنجاح مفاوضات القرض التجاري
النجاح في التفاوض على شروط القروض مع البنوك التجارية في منطقة الخليج العربي يعتمد بشكل أساسي على ثلاثة محاور مترابطة:
- التحضير المالي الدقيق: والذي يعني تقديم ملف مالي لا تشوبه شائبة يثبت الجدارة الائتمانية والتدفق النقدي القوي.
- الفهم العميق للعناصر القابلة للتفاوض: أي التمييز بوضوح بين ما هو ثابت (مثل أسعار الفائدة المرجعية) وما هو مرن (مثل الهوامش والرسوم).
- استيعاب المشهد التنظيمي والاقتصادي المحلي: وخاصة اتجاهات أسعار الفائدة والسياسات الداعمة للقطاعات المختلفة.
إن الهدف الرئيسي لأي مقترض، كما تشير الدلائل الإرشادية للقروض التجارية، هو ضمان “الحصول على الأموال عند احتياجها، والحصول على الأموال بشروط مالية تتيح أكبر قدر ممكن من المميزات (على سبيل المثال بأقل سعر فائدة ممكن)، وضمان قدرته على الالتزام بكافة البنود الأخرى لاتفاقية القرض”.
يبدأ التفاوض الفعال قبل وقت طويل من اتصالك بالبنك، يتطلب الأمر بناء ملف مالي قوي، ومعرفة دقيقة بالبدائل المتاحة في السوق، بما في ذلك خيارات التمويل الإسلامي، وامتلاك استراتيجية تفاوض واضحة.
العلاقة الاستبائية مع البنك، والتي تبدأ من “موقف قوة وليس ضعف” عندما تكون التدفقات النقدية لشركتك قوية، هي عامل نفسي حاسم.
إن بناء علاقة مع مدير الحساب البنكي في أوقات الرخاء يغير الإطار النفسي للمفاوضات المستقبلية؛ فعندما تطلب شركتك قرضاً، فإنها تُعامل كـ “شريك موثوق يطلب تسهيلات” وليس كـ “عميل يائس يطلب المساعدة”، وهذه القوة النفسية تترجم مباشرة إلى شروط أفضل.
“المسودة الأولى التي يقدمها البنك هي مجرد نقطة بداية، وليست نهاية، إن المقترضين الذين يدرسون كل بند بعناية، خاصة التعهدات المالية والرسوم الخفية، هم من يحصلون على الشروط الأكثر مرونة.”
سوق تنافسي لصالح المقترض المستعد
لفهم قوتك التفاوضية الحالية، يجب عليك أولاً تحليل البيئة الاقتصادية التي تعمل ضمنها البنوك التجارية الخليجية.
يتمتع القطاع المصرفي في دول مجلس التعاون الخليجي حالياً بـ “ربحية قوية” و”جودة أصول قوية” و”رسملة كافية”.
وتوفر الاقتصادات المحلية الداعمة بيئة مستقرة، مدعومة بالنمو القوي في القطاعات غير النفطية.
ومن المتوقع أن تستمر البنوك في “تنمية محافظ إقراضها” بقوة، خاصة في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، بنسب نمو قد تصل إلى 8% إلى 9%.
هذا النمو مدفوع بشكل مباشر بـ “أجندات التحول” الاقتصادي مثل رؤية 2030 والمشاريع الاقتصادية الكبرى المرتبطة بها.
في الوقت نفسه، ومع توقع بدء دورة تخفيض أسعار الفائدة الفيدرالية في 2025، والتي ستتبعها البنوك المركزية الخليجية ارتباطاً بالعملة، تواجه البنوك تحدياً مزدوجاً.
ففي حين تدفعها أجندات التحول الوطنية نحو أهداف نمو طموحة في الإقراض، فإنها تواجه في الوقت نفسه “ضغوطاً على هوامش الربح” (Net Interest Margins – NIMs) نتيجة للبيئة المتغيرة لأسعار الفائدة.
هذا التناقض يخلق ما يمكن تسميته بـ “نافذة المقترض”. فالبنوك لا يمكنها تحمل إضافة قروض متعثرة في بيئة تتقلص فيها هوامش الربح.
ونتيجة لذلك، ستصبح البنوك أكثر تنافسية لجذب المقترضين ذوي الجودة العالية والأقل مخاطرة.
هذا يعني أنك كمقترض يمتلك ملفاً مالياً قوياً (A-Grade Borrower) تدخل المفاوضات في 2025 وأنت تمتلك نفوذاً كبيراً، لأن البنك يحتاج إليك لتحقيق أهدافه بأقل مخاطرة ممكنة.
بيانات قابلة للاقتباس: “وفقاً لتقارير ‘S&P Global’ لآفاق القطاع المصرفي الخليجي لعام 2025، من المتوقع أن تستمر البنوك في ‘تنمية محافظ إقراضها’ بقوة، مع توقع نمو بنسبة 8-9% في السعودية والإمارات.”
المرحلة الأولى: بناء “قضيتك الاستثمارية” قبل الاجتماع بالبنك
القوة التفاوضية لا تُبنى على طاولة المفاوضات، بل تُبنى في مكاتب المحاسبة والمالية الخاصة بشركتك قبل أشهر من الاجتماع الأول.
يجب أن تُنظر إلى طلب القرض على أنه “قضية استثمارية” (Investment Case) تقدمها أنت للبنك.
إتقان ملفك المالي: ما الذي يبحث عنه مديرو المخاطر؟
يرتكب العديد من أصحاب الأعمال خطأ الاعتقاد بأن الأرباح المحاسبية هي ما يهم البنك في الواقع، البنوك لا تمول الأرباح، بل تمول التدفق النقدي.
الخطأ الأول والأكثر تكلفة هو “الاقتراض دون حساب التدفق النقدي” يجب أن يثبت ملفك المالي قدرة شركتك على توليد تدفق نقدي كافٍ لتغطية أقساط القرض (EMI) بشكل مريح.
يجب أن تكون مستعداً للإجابة على “اختبارات الضغط” (Stress Tests) التي سيجريها البنك، مثل: “ماذا لو انخفضت مبيعاتك بنسبة 20%؟”.
كقاعدة عامة، يجب ألا تتجاوز الأقساط الشهرية المقترحة نسبة 50% من صافي التدفق النقدي لشركتك لضمان وجود هامش أمان.
علاوة على ذلك، يعد السجل الائتماني لشركتك والمالكين عاملاً حاسماً قبل البدء، يجب عليك مراجعة تقاريرك الائتمانية من الجهات الرسمية مثل “مكتب الاتحاد الائتماني” (AECB) في الإمارات أو “سمة” (SIMAH) في السعودية.
أخيراً، يجب أن تجيب خطة العمل المحدثة على “كيف” سيتم استخدام القرض لتوليد عوائد كافية للسداد، وليس فقط “لماذا” تحتاج شركتك إلى المال.
غالباً ما تفشل الشركات الصغيرة والمتوسطة في الحصول على تمويل بسبب “عدم وجود هياكل مالية راسخة”، وخطة العمل الواضحة هي الدليل الأول على وجود هذه الهياكل.
قائمة المراجعة: المستندات الأساسية لطلب قرض تجاري في الخليج
غالباً ما تشتكي الشركات الصغيرة والمتوسطة من أن “الأعمال الورقية صعبة” وأن “أوقات الموافقة طويلة” ولكن يجب أن تفهم أن هذه “الأعمال الورقية الصعبة” هي آلية دفاع البنك المتعمدة وحاجز الفلترة الأول ضد “نقص الهياكل المالية” الذي تعاني منه بعض الشركات.
إن تقديم ملف كامل، منظم، ومدقق ليس مجرد “إكمال متطلبات” إنه الدليل الأول للبنك على أنك لست من ضمن الشركات عالية المخاطر، وأنك تدير “عملاً تجارياً” منظماً وليس “هواية”.
تختلف المتطلبات قليلاً بين البنوك، ولكن القائمة التالية تمثل المعيار الذهبي للتحضير:
- المستندات القانونية للشركة:
- استمارة الطلب المكتملة.
- صورة عن الرخصة التجارية سارية المفعول.
- عقد التأسيس (MOA) والنظام الأساسي (AOA) وجميع التعديلات اللاحقة.
- مستندات المالكين والشركاء:
- صورة عن جواز السفر مع تأشيرة إقامة صالحة (للمالك/الشركاء الرئيسيين).
- نسخة عن بطاقة الهوية الوطنية أو هوية مقيم صالحة (مثل بطاقة الهوية الإماراتية).
- المستندات المالية (الأكثر أهمية):
- كشوفات حساب مصرفية أصلية للشركة لآخر 12 شهراً (بعض البنوك قد تطلب 6 أشهر فقط).
- تقارير مالية معتمدة (مدققة) لآخر سنتين ماليتين. هذا البند حاسم، خاصة للقروض التي تتجاوز حداً معيناً.
- خطة عمل مفصلة وتوقعات للتدفق النقدي.
- مستندات أخرى:
- ملف تعريفي للشركة (Company Profile).
- رسالة مديونية (Liability Letter) من البنوك الأخرى (إن وجدت).
- قائمة بأهم الموردين والعملاء.
ساحة المفاوضات: البنود الرئيسية التي يمكنك (ويجب عليك) التفاوض بشأنها
بمجرد تقديم ملف قوي، تبدأ مرحلة التفاوض الفعلية المسودة الأولى التي يقدمها البنك هي “مجرد مسوّدة”، وهي مصممة لحماية مصالح البنك إلى أقصى حد، النقاط التالية هي ساحة المعركة الرئيسية للمفاوض الذكي.
البند الأول: سعر الفائدة (التركيز على “الهامش” وليس المؤشر)
من الأخطاء الشائعة محاولة التفاوض على سعر الفائدة المرجعي نفسه (مثل EIBOR – سعر الفائدة بين البنوك الإماراتية، أو SAIBOR – سعر الفائدة بين البنوك السعودية) هذه الأسعار هي مؤشرات سوقية غير قابلة للتفاوض.
المجال الحقيقي للتفاوض هو “الهامش” (Margin) أو “العلاوة” (Spread) التي يضيفها البنك فوق هذا المؤشر.
يتكون سعر الفائدة النهائي من: (المؤشر + الهامش) هذا الهامش هو الذي يعكس تقييم البنك لمخاطر شركتك، وهو قابل للتفاوض بالكامل بناءً على قوة ملفك المالي المقدم.
البند الثاني: هيكل الفائدة (ثابت، متغير، أم متناقص؟)
اختيار هيكل الفائدة هو قرار استراتيجي حاسم، خاصة في بيئة 2025.
- الفائدة الثابتة (Flat): يجب الحذر من هذا المصطلح. بعض البنوك تحسب الفائدة “الثابتة” (Flat) على المبلغ الأصلي للقرض طوال مدته. هذا يجعل التكلفة الإجمالية أعلى بكثير مما تبدو عليه، لأنه لا يأخذ في الاعتبار أن رصيد القرض يتناقص مع كل دفعة.
- الفائدة المتناقصة (Reducing): هذا هو المعيار الأكثر عدالة وشفافية. تُحسب الفائدة فقط على الرصيد المتبقي (المستحق) من القرض.
- الفائدة المتغيرة (Variable/Floating): ترتبط هذه الفائدة مباشرة بمؤشر (مثل EIBOR أو SAIBOR) مضافاً إليه الهامش المتفاوض عليه. هذا يعني أن الأقساط الشهرية يمكن أن ترتفع أو تنخفض بمرور الوقت.
في بيئة 2025، قد يكون السعر “المتغير” هو الخيار الاستراتيجي الأذكى. المنطق كالتالي: الفائدة المتغيرة مرتبطة بالمؤشرات المحلية، وهذه المؤشرات تتبع أسعار الفائدة الفيدرالية الأمريكية بسبب ربط العملة.
وبما أنه من المتوقع على نطاق واسع أن يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة خلال 2025، فإن مؤشرات EIBOR و SAIBOR من المرجح أن تنخفض خلال مدة القرض.
المقترض الذي يختار “فائدة ثابتة” (Fixed Reducing) اليوم قد يغلق على سعر مرتفع يعكس ذروة دورة التشديد النقدي.
بينما المقترض الذي يختار “فائدة متغيرة” (Variable) سيستفيد من انخفاض الأقساط مستقبلاً.
لذلك، يجب أن يركز تفاوضك على تثبيت الهامش (Margin) عند أدنى حد ممكن، وقبول السعر المتغير للاستفادة من انخفاض السوق المتوقع.
| نوع الفائدة | آلية العمل | الميزة الرئيسية | المخاطرة/العيب الاستراتيجي (في 2025) |
|---|---|---|---|
| الثابتة (Flat) | تُحسب كنسبة مئوية من المبلغ الأصلي للقرض | الأقساط معروفة (تسهيل الميزانية) | غالباً ما تكون التكلفة الإجمالية أعلى بكثير ومضللة |
| المتناقصة (Reducing – Fixed) | تُحسب كنسبة مئوية من الرصيد المتبقي للقرض | أكثر عدالة وشفافية؛ أقساط ثابتة | إذا كانت ثابتة، فإنك تفوت فرصة انخفاض أسعار الفائدة المتوقعة |
| المتغيرة (Variable – Floating) | (مؤشر EIBOR/SAIBOR + هامش) | تستفيد من انخفاض المؤشر مستقبلاً | صعوبة في وضع الميزانية (مخاطر الارتفاع مستبعدة حالياً) |
البند الثالث: الرسوم الخفية (الرسوم الإدارية، رسوم الالتزام)
من الأخطاء الشائعة “تجاهل الرسوم والشروط الخفية”. يجب عليك أن تطالب بتفصيل كامل للتكلفة وأن تقارن “معدل النسبة السنوية” (APR) بدلاً من مجرد سعر الفائدة المعلن.
البنود القابلة للتفاوض تشمل:
- رسوم المعالجة (Processing Fees): يمكنك التفاوض على تخفيضها أو جعلها نسبة مئوية أقل.
- رسوم الالتزام (Commitment Fees): هي رسوم يفرضها البنك على الجزء غير المسحوب من التسهيل الائتماني (مثل حد السحب على المكشوف). هذه الرسوم قابلة للتفاوض.
البند الرابع: غرامات السداد المبكر (Prepayment Penalties)
المرونة هي هدف رئيسي لك كمقترض. ماذا لو تحسنت التدفقات النقدية لشركتك وأردت سداد القرض مبكراً لتوفير تكاليف الفائدة؟ العديد من البنوك تفرض غرامات “لتعويض” الفائدة التي خسرتها.
هذه الغرامات قابلة للتفاوض. يجب أن يكون هدفك هو “وضع حد أقصى” واضح للغرامة في العقد، أو التفاوض على إلغائها بالكامل بعد فترة معينة (مثلاً، بعد مرور أول 12 أو 24 شهراً من عمر القرض).
البند الخامس: الضمانات (Collateral) والتعهدات (Covenants)
هذا هو البند الأكثر خطورة قانونياً.
- الضمانات: تميل البنوك إلى “تشديد شروط التسليف والضمانات للشركات الصغيرة والمتوسطة”. قد يطلب البنك ضمانات شخصية منك كمالك، أو “رهناً شاملاً” (Blanket Lien) على جميع أصول الشركة. هدفك التفاوضي هو تقييد الضمانات بأصول محددة (مثل الآلات الممولة بالقرض) وتجنب الضمانات الشخصية قدر الإمكان.
- التعهدات (Covenants): هذه هي “قواعد” القرض التي يجب على شركتك الالتزام بها طوال مدة القرض (مثل الحفاظ على نسب مالية معينة، كنسبة الدين إلى حقوق الملكية). هذا البند “حاسم” ويتطلب مراجعة دقيقة. يجب عليك التفاوض لضمان أن هذه التعهدات تمنح شركتك “مساحة للتنفس” (Headroom) كافية للعمل بشكل طبيعي دون المخاطرة بخرق العقد عن غير قصد.
نظراً لتعقيد هذه البنود، “يتعين على المقترضين الرجوع إلى مستشار قانوني محلي” لفهم الآثار المترتبة عليها بشكل كامل، خاصة في المعاملات الكبرى.
خصوصية السوق الخليجي: التمويل التقليدي مقابل التمويل الإسلامي (المرابحة)
يتميز السوق الخليجي بانتشار التمويل الإسلامي كبديل رئيسي للتمويل التقليدي، إن عدم فهم الفروقات الجوهرية بينهما يضعف موقفك التفاوضي.
ليس مجرد قرض: فهم “المرابحة” كبديل أساسي
القرض التقليدي هو ببساطة “إقراض مال مقابل فائدة”. أما “المرابحة”، وهي الأداة الأكثر شيوعاً لتمويل الأعمال في البنوك الإسلامية، فهي “عقد بيع لسلعة بسعر التكلفة مضافاً إليه هامش ربح معلوم”.
آلية العمل مختلفة تماماً:
- أنت (العميل) تحدد الأصل الذي تحتاجه (مثل معدات، مواد أولية).
- البنك الإسلامي يشتري هذا الأصل أولاً ويمتلكه “ملكاً حقيقياً”.
- البنك يبيع لك الأصل بسعر جديد (التكلفة + هامش الربح المتفق عليه)، ويتم السداد بالتقسيط.
النقاط الجوهرية في المرابحة هي:
- يجب الإفصاح عن تكلفة الأصل وهامش الربح بشفافية تامة.
- لا يجوز احتساب ربح على ربح (أي لا يوجد فائدة مركبة).
- أي غرامة تُفرض على التأخير في السداد لا تعتبر دخلاً للبنك، بل يجب التبرع بها للصدقة.
كيف يؤثر هذا على مفاوضاتك؟ (جدول مقارنة)
الاختيار بين المرابحة والقرض التقليدي له آثار استراتيجية، خاصة في بيئة 2025.
| المفهوم | القرض التجاري التقليدي | التمويل بالمرابحة (الإسلامي) |
|---|---|---|
| الطبيعة القانونية | عقد إقراض مال (Loan) | عقد بيع سلعة (Sale Contract) |
| التكلفة | فائدة (Interest) – قد تكون ثابتة أو متغيرة | هامش ربح (Profit Margin) – غالباً ما يكون ثابتاً |
| الملكية | أنت تمتلك الأصل مباشرة | البنك يمتلك الأصل أولاً، ثم يبيعه لك |
| شفافية التكلفة | قد تكون معقدة (رسوم + فائدة متغيرة) | عالية جداً (السعر النهائي معروف مقدماً) |
| عقوبات التأخير | فائدة تأخير مركبة (تضاف للدخل) | غرامة ثابتة (تذهب للصدقة) |
| السداد المبكر | يخضع لغرامة (Penalty) قابلة للتفاوض | أكثر تعقيداً (لأنه عقد بيع تم) – قد لا يكون هناك حافز مالي |
هنا يبرز التوازن الدقيق لعام 2025. تتميز المرابحة بمزايا هامة مثل “الأقساط الثابتة” و”شفافية التكلفة”، وهو ما يسهل التخطيط المالي.
ولكن، في بيئة اقتصادية تتجه فيها أسعار الفائدة للانخفاض، قد تتحول هذه الميزة إلى عيب استراتيجي.
عند توقيع عقد المرابحة اليوم، سيتم “تثبيت” هامش الربح بناءً على بيئة أسعار الفائدة المرتفعة الحالية.
في المقابل، المقترض الذي يختار “قرضاً تقليدياً متغيراً” (Variable Loan) سيستفيد من انخفاض الأقساط المتوقع في 2025 وما بعده.
لذلك، يجب عليك أن توازن بعناية بين متطلبات الامتثال للشريعة والاعتبارات المالية التكتيكية المتعلقة بتوقيت السوق.
أخطاء شائعة يجب تجنبها عند التفاوض مع البنوك الخليجية (استراتيجيات عملية)
بناءً على تحليل الأخطاء الشائعة التي تقع فيها الشركات، يمكن تلخيص أهم العقبات التي يجب عليك تجنبها:
- الخطأ 1: التركيز على سعر الفائدة وتجاهل “APR”
التركيز فقط على سعر الفائدة المعلن هو فخ شائع. “معدل النسبة السنوية” (APR) أو “معدل الربح السنوي الفعلي” هو المقياس الحقيقي لأنه يشمل جميع الرسوم والتكاليف الخفية. - الخطأ 2: الاقتراض المفرط “فقط للاحتياط”
“الاقتراض المفرط ‘فقط للاحتياط'” هو خطأ مكلف. اقتراض 500,000 درهم عندما تكون حاجتك الفعلية 300,000 فقط، يزيد من عبء الديون دون مبرر ويضغط على تدفقاتك النقدية. - الخطأ 3: قبول المسودة الأولى من البنك (The First Draft)
هذا هو الخطأ الأكبر. “مشروع اتفاقية القرض الأولي المقترح من جانب المقرضين هو مجرد مسوّدة“. تم تصميم هذه المسودة لخدمة مصالح البنك، وكل بند فيها تقريباً قابل للدراسة والتفاوض. - الخطأ 4: عدم مطابقة نوع القرض للغرض منه
يُعد “اختيار نوع القرض الخاطئ” سبباً شائعاً للتعثر المالي. لا يجب أبداً استخدام قرض رأس مال عامل (قصير الأجل) لشراء معدات (أصل طويل الأجل)، أو العكس. يجب أن يتطابق أجل القرض مع العمر الإنتاجي للأصل الممول. - الخطأ 5: الجهل ببدائلك (Lack of Research)
القوة التفاوضية تأتي من المعرفة. “قم ببحثك”. إن معرفة ما تعرضه البنوك المنافسة يمنحك نفوذاً هائلاً. تضمن مبادئ حماية المستهلك المالي، مثل تلك التي يطبقها البنك المركزي السعودي، حق العميل في البحث والمقارنة بين المنتجات. - الخطأ 6: تفويت التفاصيل الدقيقة (تأثير درجة الائتمان)
تفويت قسط واحد أو التأخر في السداد يمكن أن يلحق “ضرراً بدرجة الائتمان” الخاصة بك، مما يجعل أي مفاوضات مستقبلية للحصول على تسهيلات إضافية أو تجديد القائم منها شبه مستحيلة وبشروط عقابية.
خلاصة الخبراء: النصيحة الذهبية لنجاح مفاوضاتك
يمكن تلخيص استراتيجية التفاوض الناجحة في عدة نقاط مركزة وقابلة للتنفيذ:
- التحضير هو 90% من النجاح: قوتك التفاوضية لا تأتي من الكلام المعسول، بل من ملف مالي لا تشوبه شائبة ومن بحث دقيق عن المنافسين.
- التكلفة الحقيقية تكمن في التفاصيل: لا يجب أن تركز على سعر الفائدة فقط. التكلفة الحقيقية للقرض تكمن في (APR)، وفي “التعهدات” (Covenants) التي تقيد حرية عمل شركتك، وفي “غرامات السداد المبكر” التي تلغي مرونتك.
- استشر خبيراً: “يتعين على المقترضين الرجوع إلى مستشار قانوني محلي”. تكلفة مراجعة العقد النهائي من قبل محامٍ مختص في التمويل التجاري هي استثمار ضروري لحمايتك وحماية شركتك من شروط مجحفة قد تكلفك أضعافاً مضاعفة في المستقبل.
- إنها علاقة، وليست معاملة: هدفك ليس فقط الحصول على هذا القرض، بل بناء علاقة بنكية استراتيجية طويلة الأمد. التفاوض بثقة ومهنية يمهد الطريق لتسهيلات مستقبلية أفضل وشروط أكثر مرونة عند الحاجة.
- نصيحة ما بعد التوقيع: بمجرد الحصول على القرض، فإن “أتمتة المدفوعات” لضمان عدم تفويت أي قسط هي الخطوة الأهم. إن الحفاظ على سجل سداد نظيف هو أقوى أصل تمتلكه شركتك لبناء سمعتها الائتمانية، وهو ورقة التفاوض الأقوى في الجولة القادمة.
هل وجدت هذا الدليل مفيداً؟
شاركه مع زملائك من رواد الأعمال وأصحاب الشركات لتعميم الفائدة ومساعدتهم على تأمين التمويل الأفضل لنمو أعمالهم.
الأسئلة الشائعة حول التفاوض على القروض التجارية
ما هو أول شيء يجب أن أتفاوض عليه في اتفاقية القرض؟
هل الفائدة الثابتة أم المتغيرة أفضل لشركتي في 2025؟
ما الفرق الجوهري بين المرابحة والقرض التقليدي؟
ما هو أهم مستند يطلبه البنك؟
هل يمكنني سداد القرض مبكراً؟ وما التكلفة؟
ما معنى EIBOR أو SAIBOR الذي يتحدث عنه البنك؟
ما هو أكبر خطأ يقع فيه أصحاب الشركات عند التفاوض؟
لماذا ترفض البنوك طلبات قروض الشركات الصغيرة والمتوسطة؟