الاستثمار العقاري خياراً ذكياً لبناء الثروة

المقدمة: بوابتك نحو مستقبل مالي آمن

هل حلمت يومًا بامتلاك مستقبل مالي لا تهزه تقلبات الأسواق؟ مستقبل يوفر الأمان لك ولعائلتك، ويمنحك حرية الاختيار لاتخاذ القرارات التي تهمك حقًا، بعيدًا عن ضغوط الحاجة المادية.

هذا الطموح، الذي يمثل جوهر السعي نحو الحرية المالية، غالبًا ما يرتبط بمفهوم “المنزل”؛ فهو ليس مجرد جدران وسقف، بل هو رمز للاستقرار والجذور والأمان.

لكن ماذا لو كان هذا الرمز قادرًا على أن يكون أكثر من مجرد مأوى؟ ماذا لو كان هو نفسه الأداة الأقوى لبناء إرث دائم وثروة مستقرة للأجيال القادمة؟

“يعد القطاع العقاري من أهم ركائز الاقتصاد في المملكة، ويتصل بتنمية قطاعات متعددة، وداعماً للعديد من الصناعات الوطنية، ويسهم بشكل كبير في رفع الناتج المحلي” معالي الأستاذ ماجد بن عبدالله الحقيل، وزير الشؤون البلدية والقروية والإسكان السعودي.

إن عالم الاستثمار مليء بالخيارات، من الأسهم المتقلبة إلى السندات المستقرة، ولكن يظل الاستثمار العقاري يحتل مكانة فريدة.

فهو ليس مجرد عملية شراء وبيع، بل هو استراتيجية متكاملة تجمع بين توليد الدخل المستمر، ونمو رأس المال على المدى الطويل، وتوفير درع حماية من المخاطر الاقتصادية التي تتسبب في تآكل قيمة المدخرات.

على عكس الأصول المالية الأخرى، يقدم العقار مزيجًا فريدًا من المزايا الملموسة وغير الملموسة، مما يجعله، كما وصفه العديد من الخبراء، “أحد أكثر الطرق جاذبية واستقرارًا لبناء الثروة وتحقيق النجاح المالي”.

في هذا المقال الشامل، سننطلق في رحلة استكشافية للكشف عن 10 أسباب جوهرية تجعل الاستثمار العقاري خيارًا استراتيجيًا وذكيًا لكل من يطمح إلى بناء ثروة حقيقية ومستدامة في منطقة الخليج وما حولها.

سنغوص في أعماق كل سبب، مدعومين بالبيانات الواقعية، واستراتيجيات الخبراء، وقصص النجاح الملهمة التي تثبت أن الطريق إلى الاستقلال المالي يمكن أن يُبنى، طوبة بطوبة، على أساس متين من الأصول العقارية.

الجزء الأول: أسس الثروة العقارية

السبب 1: تدفق نقدي مستمر: محرك دخلك السلبي

إن جوهر أي استثمار ناجح يكمن في قدرته على توليد الأرباح، وهنا يتألق الاستثمار العقاري بميزته الأساسية الأولى: التدفق النقدي المستمر.

يُعرَّف التدفق النقدي بأنه صافي الدخل المتبقي من إيرادات الإيجار بعد خصم جميع النفقات التشغيلية، بما في ذلك أقساط القرض العقاري، والضرائب، والتأمين، وتكاليف الصيانة والإدارة.

هذا الدخل ليس مجرد ربح مؤقت، بل هو ما يُعرف بـ “الدخل السلبي” (Passive Income)، وهو تدفق مالي منتظم يأتيك شهريًا بأقل قدر من الجهد اليومي المباشر، مما يوفر استقرارًا ماليًا لا يقدر بثمن ويقلل من الاعتماد الكلي على الدخل الوظيفي التقليدي.

العقارات المدرة للدخل، سواء كانت شققًا سكنية أو مساحات تجارية، تُعتبر مصدرًا ثابتًا وموثوقًا للدخل على المدى الطويل.

هذا الدخل المستمر لا يساهم فقط في تحسين نمط حياتك اليومي، بل يمكن استخدامه بذكاء لتغطية جميع التكاليف التشغيلية للعقار نفسه، ويمكن إعادة استثمار الفائض لشراء أصول إضافية، مما يؤدي إلى تحقيق نمو مضاعف لمحفظتك الاستثمارية.

لذلك، يُنظر إلى العقارات المؤجرة على أنها استراتيجية مثالية للتخطيط المالي طويل الأمد، وخاصة لتأمين دخل مستقر بعد التقاعد.

من الإيجار الشهري إلى الاستقرار المالي

إن الحصول على دخل شهري ثابت يمكن التنبؤ به من الإيجارات يمنحك شعورًا بالأمان والاستقرار المالي.

هذا الدخل المنتظم يقلل من المخاطر المالية الشخصية، ويمكّنك من وضع خطط مالية دقيقة وطويلة الأمد، مثل الادخار للتعليم، أو التقاعد، أو تحقيق أهداف استثمارية أخرى.

دراسة حالة: كيف يغطي الإيجار التكاليف ويحقق الربح

لفهم قوة التدفق النقدي بشكل عملي، دعنا نحلل مثالًا رقميًا لعقار استثماري في السوق السعودي.

هذا الجدول لا يوضح فقط كيفية حساب الربح، بل يكشف أيضًا عن التكاليف “الخفية” التي يجب عليك كمستثمر ذكي أخذها في الاعتبار.

العنصر القيمة الشهرية (ريال) القيمة السنوية (ريال) ملاحظات
الدخل
إجمالي دخل الإيجار 5,500 66,000 بناءً على مثال من السوق
المصروفات
قسط القرض العقاري (P&I) 2,500 30,000 افتراضي، يعتمد على شروط التمويل
ضرائب الأملاك 400 4,800 نفقة قابلة للخصم ضريبيًا
تأمين العقار 150 1,800 نفقة قابلة للخصم ضريبيًا
مخصص صيانة (10%) 550 6,600 نسبة قياسية لتغطية الإصلاحات، قابلة للخصم
مخصص شغور (5%) 275 3,300 لتغطية الفترات التي يكون فيها العقار فارغًا
إدارة العقار (إن وجدت) 0 0 إذا كنت تدير العقار بنفسك
إجمالي المصروفات 3,875 46,500
صافي التدفق النقدي +1,625 +19,500 ربح حقيقي في جيبك
العائد النقدي (Cash-on-Cash Return) 13% بافتراض دفعة أولى قدرها 150,000 ريال

يوضح هذا الجدول أن العقار لا يغطي جميع نفقاته فحسب، بل يولد أيضًا دخلاً سلبيًا شهريًا قدره 1,625 ريال، مما يثبت جدوى الاستثمار وقدرته على تحقيق عوائد مالية مستقرة.

السبب 2: نمو قيمة الأصول: ثروتك تنمو وأنت نائم

إذا كان التدفق النقدي هو المحرك الذي يدفع رحلتك الاستثمارية يومًا بعد يوم، فإن نمو قيمة الأصول (Asset Appreciation) هو الوجهة النهائية التي تتراكم فيها الثروة الحقيقية. ببساطة، تميل قيمة العقارات إلى الزيادة بشكل مطرد بمرور الوقت.

هذه الزيادة في القيمة، المعروفة بالمكاسب الرأسمالية، تشكل الركيزة الثانية والأساسية لبناء الثروة العقارية.

تاريخيًا، أثبتت العقارات أنها أصل يحتفظ بقيمته وينمو، مما يجعل استراتيجية “الشراء والاحتفاظ” (Buy and Hold) واحدة من أكثر الطرق فعالية لتحقيق مكاسب رأسمالية كبيرة على المدى الطويل.

تشير التقديرات إلى أن قيم العقارات ترتفع بمعدل متوسط قد يصل إلى 3% سنويًا على المستوى العام، ولكن هذه النسبة يمكن أن تكون أعلى بكثير في الأسواق التي تشهد نموًا سكانيًا واقتصاديًا متسارعًا.

لكن الأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو أنك كمستثمر ذكي لديك القدرة على التأثير بشكل استباقي ومباشر على هذه العملية.

يمكنك تطبيق ما يعرف بـ “التقدير القسري” (Forced Appreciation)، وهو مصطلح يعني زيادة قيمة العقار بشكل أسرع من وتيرة السوق المحيط من خلال إجراء تحسينات استراتيجية وتجديدات مدروسة.

على سبيل المثال، تجديد المطبخ، أو إضافة حمام، أو تحسين المظهر الخارجي للعقار يمكن أن يضيف قيمة تفوق بكثير تكلفة التجديد نفسه.

العوامل المحركة لزيادة قيمة العقارات

  • الطلب والنمو السكاني: المناطق التي تشهد زيادة مستمرة في عدد السكان، كما هو الحال في المدن الكبرى بدول الخليج، تواجه طلبًا متزايدًا على الوحدات السكنية، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
  • التطوير والبنية التحتية: المشاريع الجديدة مثل بناء محطات المترو، ومراكز التسوق الكبرى، والمستشفيات، والمدارس، تزيد من جاذبية المنطقة وترفع من قيمة العقارات فيها.
  • الندرة (Scarcity): الأرض هي أصل محدود بطبيعته. ومع استمرار النمو السكاني والتوسع الحضري، تصبح المواقع المرغوبة أكثر ندرة وقيمة بمرور الوقت.

السبب 3: درع حماية قوي ضد التضخم

في عالم الاقتصاد، يمثل التضخم عدوًا صامتًا للمدخرات؛ فهو يعني الانخفاض التدريجي في القوة الشرائية للنقود. وهنا يظهر الاستثمار العقاري كواحد من أقوى الأدوات ليس فقط للحماية من هذا التآكل في قيمة الثروة، بل للاستفادة منه أيضًا.

العقارات تُعتبر من أفضل الأصول لحماية رأس المال من آثار التضخم المدمرة.

والسبب في ذلك بسيط ومنطقي: عندما ترتفع تكاليف المعيشة، ترتفع قيمة العقارات القائمة، وترتفع قيمة الإيجارات بشكل طبيعي لتعكس الزيادة في تكاليف الحياة.

هذا يعني أن دخلك (من الإيجار) وقيمة أصلك (العقار) ينموان جنبًا إلى جنب مع معدل التضخم، مما يحافظ على القوة الشرائية لثروتك سليمة.

لكن الميزة الحقيقية تظهر عندما تكون قد استخدمت قرضًا عقاريًا بسعر فائدة ثابت.

في هذه الحالة، يصبح التضخم صديقًا لك، حيث ترتفع قيمة العقار والإيجارات، بينما يظل قسط القرض الشهري ثابتًا، مما يعني أن العبء الحقيقي لهذا الدين يتقلص بمرور الوقت.

هذه الآلية المزدوجة – نمو الأصل وتآكل الدين – هي وصفة قوية لتسريع بناء الثروة.

ميزانًا، حيث يرفع مبلغ صغير من المال (الدفعة الأولى) كتلة أكبر بكثير (قيمة العقار).

الجزء الثاني: استراتيجيات تسريع نمو الثروة

السبب 4: قوة الرافعة المالية: بناء الثروة بأموال الآخرين

تُعد الرافعة المالية (Leverage) واحدة من أقوى المفاهيم في عالم الاستثمار العقاري. ببساطة، هي استخدام رأس المال المقترض غالبًا من خلال قرض عقاري لشراء أصل تفوق قيمته بكثير المبلغ النقدي الذي استثمرته بنفسك، إنها استراتيجية “بناء الثروة بأموال الآخرين”.

على عكس العديد من الاستثمارات، تتميز العقارات بكونها أصلًا ماديًا قابلاً للتمويل بسهولة.

هذا يعني أنه يمكنك السيطرة على عقار بقيمة مليون ريال، عن طريق دفع جزء صغير فقط من قيمته كدفعة أولى (غالبًا 10% إلى 25%).

بهذه الطريقة، أنت لا تستفيد فقط من نمو قيمة الجزء الذي دفعته، بل من نمو قيمة العقار بأكمله، مما يضخم عوائدك بشكل هائل.

مثال رقمي: كيف يضاعف القرض العقاري عائد استثمارك

للتوضيح، لنقارن بين سيناريوهين لشراء عقار بقيمة 800,000 ريال، بافتراض أن قيمته ارتفعت بنسبة 5% في عام واحد (ربح 40,000 ريال):

  • السيناريو الأول (شراء نقدي):
    • التكلفة النقدية: 800,000 ريال.
    • الربح: 40,000 ريال.
    • العائد على الاستثمار (ROI): (40,000 ÷ 800,000) = 5%.
  • السيناريو الثاني (شراء برافعة مالية):
    • الدفعة الأولى (20%): 160,000 ريال.
    • القرض العقاري: 640,000 ريال.
    • الربح: 40,000 ريال.
    • العائد على الاستثمار (ROI): (40,000 ÷ 160,000) = 25%.

كما يوضح المثال، أدت الرافعة المالية إلى مضاعفة العائد على استثمارك خمس مرات. هذه هي القوة الحقيقية للرافعة المالية في تسريع بناء الثروة.

السبب 5: مزايا ضريبية ذكية لتعظيم أرباحك

أحد الجوانب الأكثر جاذبية في الاستثمار العقاري هو مجموعة المزايا الضريبية الكبيرة التي يوفرها.

فهم هذه المزايا واستغلالها بشكل قانوني يمكن أن يزيد بشكل كبير من صافي أرباحك.

الخصومات المتاحة: من فوائد القرض إلى تكاليف الصيانة

يمكنك خصم مجموعة واسعة من النفقات المتعلقة بامتلاك وتشغيل العقار الاستثماري، مما يقلل من دخلك الخاضع للضريبة.

تشمل هذه النفقات :

  • فوائد القرض العقاري.
  • ضرائب الأملاك.
  • أقساط التأمين.
  • تكاليف الصيانة والإصلاحات.
  • رسوم إدارة الممتلكات.

الإهلاك: الخصم “الورقي” الذي يوفر لك أموالاً حقيقية

الميزة الضريبية الأقوى هي الإهلاك (Depreciation). وهو خصم ضريبي “وهمي” يسمح لك بخصم جزء من قيمة المبنى كل عام كمصروف، بحجة أن المباني تفقد قيمتها بمرور الوقت بسبب التآكل.

المثير في الأمر أن هذا الخصم لا يتطلب إنفاق أي أموال حقيقية. هذا يعني أنك قد تحصل على تدفق نقدي إيجابي، ولكن على الورق، قد يظهر دخلك الخاضع للضريبة أقل بكثير، أو حتى صفر، مما يوفر لك أموالاً حقيقية.

السبب 6: التحكم الكامل: أنت قائد استثمارك

في الاستثمار العقاري، أنت لست مجرد مساهم سلبي؛ أنت القائد الذي يتخذ القرارات الحاسمة التي تؤثر بشكل مباشر على قيمة العقار وربحيته.

أنت من يقرر إجراء التحسينات، ويختار المستأجرين، ويحدد سعر الإيجار، ويقرر متى يبيع. هذا المستوى من السيطرة يميز العقارات بشكل كبير عن الاستثمار في الأسهم، حيث لا يمكنك التأثير على قرارات إدارة الشركة.

هذا التحكم يترجم مباشرة إلى القدرة على إدارة المخاطر وتوليد القيمة بشكل استباقي.

عائلة سعيدة تقف أمام منزلها، مما يعكس الأمان والاستقرار.

 

الجزء الثالث: الأمان والاستقرار في عالم متقلب

السبب 7: أصل ملموس: استثمار حقيقي في عالم افتراضي

في عصر أصبحت فيه الكثير من الأصول مجرد أرقام على شاشة، يوفر الاستثمار العقاري ميزة فريدة: إنه أصل مادي وملموس.

يمكنك أن تراه، وتلمسه، وتقف عليه هذا الواقع المادي يمنح العقارات قيمة جوهرية لا يمكن إنكارها، ويوفر مستوى من الأمان النفسي والمالي يصعب العثور عليه في الأصول الرقمية.

العقارات، بحكم طبيعتها، لها قيمة متأصلة؛ فستكون هناك دائمًا حاجة أساسية للمأوى.

هذا يجعلها أقل عرضة للتقلبات الحادة التي تهز أسواق الأسهم، وغالبًا ما يُنظر إليها على أنها “ملاذ آمن” للحفاظ على الثروة.

من المستحيل عمليًا أن تصبح قيمة عقار (أرض ومبنى) صفرًا، على عكس سهم شركة يمكن أن تفلس.

مقارنة بالأصول الأخرى: الاستقرار مقابل التقلب

بينما يمكن أن تقدم الأسهم عوائد أعلى، فإنها تأتي مصحوبة بتقلبات أعلى بكثير. العقارات توفر مسارًا أكثر استقرارًا ويمكن التنبؤ به لبناء الثروة.

إليك مقارنة سريعة:

المعيار الاستثمار العقاري الاستثمار في الأسهم (مؤشر S&P 500)
طبيعة الأصل ملموس (أرض ومبنى) غير ملموس (حصة في شركة)
التقلب (Volatility) منخفض نسبيًا مرتفع
السيولة منخفضة (البيع يستغرق وقتًا) عالية (البيع فوري)
التحكم عالي (تحكم مباشر من المالك) منخفض (مساهم سلبي)
الدخل دخل إيجاري شهري وثابت نسبيًا توزيعات أرباح (غير مضمونة)
متوسط العائد التاريخي ~5.5% (نمو قيمة) + دخل إيجاري ~10% (إجمالي العائد)

السبب 8: تنويع المحفظة الاستثمارية بذكاء

أحد المبادئ الأساسية في الاستثمار هو “لا تضع كل البيض في سلة واحدة”.

يلعب الاستثمار العقاري دورًا حيويًا في تحقيق التنويع (Diversification) الفعال للمحفظة الاستثمارية.

إضافة العقارات إلى محفظة تتكون من الأسهم والسندات يمكن أن يقلل بشكل كبير من المخاطر الإجمالية، لأن سوق العقارات غالبًا ما يتحرك بشكل مستقل عن سوق الأسهم.

السبب 9: أداة فعالة للادخار الإجباري وبناء حقوق الملكية

يقدم الاستثمار العقاري الممول بقرض آلية فريدة لما يمكن تسميته بـ “الادخار الإجباري”.

كل دفعة شهرية تسددها من القرض العقاري تبني “حقوق ملكيتك” (Equity) في العقار.

مع كل قسط، ينخفض رصيد القرض وتزداد حصتك الفعلية من قيمة العقار.

والأجمل من ذلك هو أن المستأجر هو من يدفع الإيجار الذي يغطي هذا القسط، مما يعني أن شخصًا آخر يساهم بشكل مباشر في بناء ثروتك.

بناء إرث دائم للأجيال القادمة

السبب 10: بناء إرث دائم للأجيال القادمة

الاستثمار العقاري ليس مجرد وسيلة لبناء ثروتك الشخصية، بل هو أداة قوية لخلق إرث دائم يمكن أن يفيد عائلتك وأجيالك القادمة.

العقارات هي أصول مادية ودائمة، يمكن أن تنتقل من جيل إلى جيل، موفرةً أساسًا ماليًا متينًا للأبناء والأحفاد.

قصص ملهمة: كيف غير الاستثمار العقاري حياة أفراد عاديين

التاريخ مليء بقصص النجاح التي تظهر كيف يمكن لأفراد عاديين بناء ثروات عقارية من بدايات متواضعة.

  • قصة سارة، الأم العازبة: بدأت سارة بشراء مبنى ثلاثي متهالك. بجهدها الشخصي في التجديد، تمكنت من جذب مستأجرين أفضل وزيادة الإيجارات. وبمرور الوقت، استخدمت الأرباح لتوسيع محفظتها حتى حققت الاستقلال المالي الكامل، موفرةً مستقبلًا آمنًا لأطفالها.
  • قصة رون ليجراند: تحول رون من ميكانيكي سيارات بالكاد يغطي نفقاته إلى مليونير وخبير عقاري مشهور. قصته تثبت أن النجاح في هذا المجال لا يتطلب رأس مال ضخمًا في البداية، بل يتطلب الرغبة في التعلم والإرادة .

هذه القصص تجعل الهدف النبيل لبناء إرث دائم يبدو ممكنًا وقابلاً للتحقيق للجميع.

الخاتمة: خطوتك الأولى نحو بناء ثروتك العقارية

لقد استعرضنا عشرة أسباب جوهرية تجعل الاستثمار العقاري خيارًا استراتيجيًا لبناء الثروة.

القوة الحقيقية للعقار تكمن في تكامل هذه الأسباب معًا: التدفق النقدي، ونمو القيمة، والرافعة المالية، والمزايا الضريبية، والتحكم، والأمان.

هذا المزيج الفريد هو ما يجعل العقارات محركًا قويًا لتحقيق الحرية المالية.

لكن المعرفة وحدها لا تبني الثروة. الآن، يجب أن تنتقل من “لماذا” تستثمر إلى “كيف” تبدأ رحلتك. بناءً على تجارب الخبراء، فإن الخطوات الأولى هي التعلم والتخطيط الدقيق.

رحلة بناء الثروة تبدأ بخطوة واحدة. لا تدع حجم المعلومات يثبط عزيمتك.

ابدأ اليوم باتخاذ هذه الخطوات العملية الأولى:

  1. حدد أهدافك الاستثمارية: هل تبحث عن دخل شهري أم نمو طويل الأجل؟
  2. ادرس السوق المحلي: المعرفة هي قوتك. ابدأ بمتابعة اتجاهات السوق في منطقتك.
  3. استعن بالخبراء: لا تتردد في بناء شبكة من الخبراء الموثوق بهم، بما في ذلك الوسطاء العقاريين والمستشارين الماليين.

اجعل خطوتك الأولى اليوم هي التسلح بالمعرفة، ودع الاستثمار العقاري يكون بوابتك نحو مستقبل مالي أكثر أمانًا وازدهارًا.

الأسئلة الشائعة حول الاستثمار العقاري

كم من المال أحتاج للبدء في الاستثمار العقاري؟

يعتقد الكثيرون أنك تحتاج إلى رأس مال ضخم، ولكن هذا ليس صحيحًا دائمًا. بفضل الرافعة المالية (القروض العقارية)، يمكنك البدء بدفعة أولى تمثل جزءًا صغيرًا من قيمة العقار (عادة 10-25%). كما توجد خيارات مثل الصناديق العقارية (REITs) التي تتيح لك الاستثمار بمبالغ صغيرة .

هل الاستثمار العقاري أفضل من الأسهم للمبتدئين؟

يعتمد ذلك على أهدافك. الأسهم أسهل للدخول بسبب انخفاض التكلفة الأولية والسيولة العالية. ومع ذلك، تُعتبر العقارات أكثر استقرارًا وأقل تقلبًا، وتوفر دخلاً شهريًا ثابتًا، مما يجعلها خيارًا جذابًا للمبتدئين الذين يبحثون عن أمان على المدى الطويل.

ما هي أكبر المخاطر في الاستثمار العقاري؟

تشمل المخاطر الرئيسية فترات الشغور (عدم وجود مستأجر)، وتكاليف الصيانة غير المتوقعة، والمستأجرين الذين لا يدفعون الإيجار. بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاطر تقلبات السوق التي قد تؤثر على قيمة العقار إذا احتجت للبيع بشكل عاجل. التخطيط الجيد وفحص المستأجرين بعناية يمكن أن يقلل من هذه المخاطر.

كيف أجد عقارًا استثماريًا جيدًا؟

المفتاح هو البحث. ابحث عن مناطق ذات نمو سكاني واقتصادي، وقريبة من الخدمات الأساسية مثل المدارس والمستشفيات والمواصلات. استعن بوسيط عقاري متخصص في الاستثمارات، وحلل الأرقام بعناية للتأكد من أن الإيجار المحتمل سيغطي جميع نفقاتك ويحقق تدفقًا نقديًا إيجابيًا.

ما هو العائد على الاستثمار (ROI) الجيد في العقارات؟

لا يوجد رقم ثابت، لكن بشكل عام في السوق السعودي، يعتبر العائد الإيجاري الذي يتراوح بين 5% إلى 7% جيدًا ومستقرًا، بينما يعتبر العائد من 8% إلى 10% ممتازًا . العوائد الأعلى غالبًا ما تأتي مع مخاطر أعلى.

هل يمكنني الاستثمار في العقارات وأنا أعيش في الخارج؟

نعم، يمكنك ذلك. يمكنك تعيين شركة إدارة عقارات محترفة للتعامل مع جميع الجوانب التشغيلية، من العثور على المستأجرين وتحصيل الإيجارات إلى التعامل مع الصيانة هذا يحول استثمارك إلى مصدر دخل سلبي بالكامل تقريبًا.

كيف يؤثر التضخم على قرضي العقاري؟

إذا كان لديك قرض بسعر فائدة ثابت، فإن التضخم يعمل لصالحك دخلك من الإيجار وقيمة عقارك يرتفعان مع التضخم، بينما يظل قسط القرض الشهري كما هو، هذا يعني أن القيمة الحقيقية لدينك تتناقص بمرور الوقت، مما يسرع من بناء ثروتك.

ما هي الصناديق العقارية المتداولة (REITs)؟

هي شركات تمتلك وتدير عقارات مدرة للدخل. يمكنك شراء أسهم في هذه الصناديق تمامًا مثل الأسهم العادية. إنها طريقة ممتازة للمبتدئين للاستثمار في العقارات بمبلغ صغير، والاستفادة من التنويع والسيولة العالية، دون الحاجة إلى إدارة العقارات بأنفسهم.

 

إظهار التعليقاتإغلاق التعليقات

اترك تعليقا